كانوا ثلاثة رجال.. بيتسابقوا عالموت.. اقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد.. صاروا مثل يا خال.. طول وعرض البلاد، هناك في جنين المحررة التي يحرم الاحتلال من ان تطأ اقدامه النجسة أراضيها سطر المجاهدون الثلاثة الابطال الشهيد المجاهد: صائب عباهرة (٣٠ عاماً) من محافظة جنين والشهيد المجاهد: خليل طوالبة (٢٤ عاماً) من محافظة جنين والشهيد المجاهد: سيف أبو لبدة ( ٢٥ عاماً) من محافظة طولكرم، الذين ارتقوا جراء عملية اغتيال صهيونية غادرة جرت عند مفترق عرابة في جنين السبت ١ رمضان ١٤٤٣ هــ، الموافق ٢ نيسان-أبريل ٢٠٢٢م، ليلتحقوا بركب من سبقهم في سبيل الجهاد والمقاومة على طريق القدس وفلسطين", لقد دشن الشهداء الثلاثة الابطال رحلة العطاء في شهر الانتصارات, وفتحوا أبواب المعركة "الملحمة" مع هذا الكيان النازي المجرم, ترجل الفرسان الثلاثة بعد ان اصابوا أربعة من جنود الاحتلال الصهيوني, قاوموا من وسط الرصاص المنهمر فوق رؤوسهم كالمطر من كل الاتجاهات, اكثر من مائتي رصاصة اخترقت أجسادهم, الطاهرة, ليدلل ذلك على حجم الرعب والخوف والفزع الذي زرعوه في صفوف الأعداء, فأي إرادة تلك التي يحملها أبناء ومجاهدي فلسطين, واي قوة تلك التي تسكنهم, واي بطولة تلك التي تبايعهم, لقد سطروا ملحمة ثلاثية ملحمية على ارض عرابة, وكانت دماؤهم علامة نصر وعز وكرامة اغاظت الاحتلال وأوقعت في صفوفه خسائر بشرية كبيرة حسب اعترافات الاحتلال, وبات العدو يدرك ان محاولاته للعودة لسياسة الاغتيالات وتصفية المجاهدين, او محاولة اعتقالهم ليست سهلة وعليه ان يدفع ثمن أي حماقة يرتكبها وهى بالتأكيد اثمان باهظة.

عندما خرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليعلن حالة النفير العام في سرايا القدس, ويدعوهم لحماية شعبهم والدفاع عن ارضهم ومقدساتهم, فقد كان يقدر ان الاحتلال الصهيوني الذي تلقى ضربات عديدة في خاصرته الرخوة أوقعت في صفوفه احد عشر قتيلا في غضون ساعات, قد يقدم على ارتكاب حماقات ويقوم باستهداف واغتيال فلسطينيين, لذلك جاء الرد سريعا على لسان أبو حمزة الناطق باسم السرايا ليعلن انه استجابة لنداء الأمين العام تعلن السرايا النفير العام في صفوفها في كافة الأراضي المحتلة, فتحرك المجاهدين الثلاثة الابطال استجابة لنداء الأمين العام, وزعم الاحتلال ان مجاهدي سرايا القدس كانوا ينوون تنفيذ عملية كبيرة ضد الاحتلال, ولان الاحتلال موصوم بالغباء فهو يظن انه سينجو بفعلته وان جريمته ستمنع المجاهدين من الرد, لكننا نثق في امانة المقاومة وقدرتها على الثأر لدماء المجاهدين الاطهار, وهى قادرة على مسح دموع أمهات الشهداء وتبديد احزانهم, والاحتلال حتما سيتلقى الضربات, وموجات العمليات الفدائية ستتصاعد, وكلما زاد الاحتلال من ضرباته للفلسطينيين, كلما دفع ذلك الفلسطينيين لحماية انفسهم من بطش الاحتلال, والذود عن ربوع هذا الوطن السليب, والثأر للدماء الطاهرة التي سالت وهى تدافع عن شعبها وارضها ومقدساتها, ففي كل الميادين سيزرع شعبنا ثورة, في عرابة وجنين وبيت لحم والخليل والقدس ورام الله ونابلس وقلقيلية, ستتفجر براكين الغضب في وجه الاحتلال, وسيعلم نفتالي بينت وحكومته الهشة ان التطبيع والتنسيق الأمني والتحالفات لن توفر له الامن والأمان, ولن تمنع شعبنا الفلسطيني من الدفاع عن نفسه والذود عن الأرض والمقدسات.

نعم سرايا القدس زفت بالأمس ثلاثة من خيرة أبنائها شهداء, لكنهم هم شهداء الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا, لذلك نعتهم كل فصائل المقاومة الفلسطينية, وحملت الاحتلال مسؤولية وتبعات جريمته البشعة, وتوعدت بالرد على هذه الجريمة, واليوم المقاومة مطالبة بان تقف عند مسؤولياتها, وان تثأر لدماء الشهداء الابطال, والا تسمح للاحتلال الصهيوني بتغيير المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, علينا ان ندرك ان الاحتلال مأزوم ومرتبك, وانه فقد هيبته امام الإسرائيليين وامام العالم بعد ان مرغت الفصائل الفلسطينية المقاومة انفه في التراب في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, وبعد العمليات البطولية الفردية التي نفذه الفلسطينيين في النقب والخضيرة وبني براك وافضت لقتل احد عشر صهيونيا واصابة اخرين بجراح, هذا الكيان المصطنع والهش لا يستطيع تحمل تتالي الضربات, وهو يئن ويتوجع وتهتز جبهته الداخلية اذا ما تعرض للضربات المتتالية, لأنه كيان مغتصب قائم على نهب الخيرات وقتل الأبرياء والسطو على حقوق الغير, وهو لا ينتمي الى هذه الأرض, وليس له أي جذور تاريخية فيها, والتراث لا يحمل أي ملمح من ملامحه, فعلاقة الإسرائيليين بفلسطين تقتصر فقط على السلب والنهب والسيطرة على الخيرات والثروات, وهم يدركون اكثر من غيرهم انه ليس لهم أي مستقبل فوق هذه الأرض, وان وعد الله ات لا محالة, لذلك ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل, شهر الانتصارات والفتوحات, هذا الشهر الذي نجدد فيه بيعتنا مع الله عز وجل بحماية المسجد الأقصى المبارك, يستعد شعبنا واهلنا في القدس للدفاع عن اقصاهم ومجاهديهم وارضهم ومقدسات, استجابة لوصية ثلاثية جنين الملحمية التي اوصت بالدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات مهما كان الثمن , ومهما بلغ حجم التضحيات لان فلسطين مهرها كبير اكبر من دمائنا وارواحنا وانفسنا واموالنا وسنبقى أمناء على الوصية.