الواقع الفلسطيني بكافة تفاصيله يشهد حالة من خُلو المسار منذ سنوات طوال، الذي لا يصلح للقيام بأي خطوة جديدة ذات أهمية تعمل على إحداث نقلة نوعية للتأثير نحو التغيير وإلى الأمام، لأن خُلو المسار يمتاز بالنحاسة وفشل أي مشروع من الممكن أن يكتب النجاح له عند القيام به ، فلهذا يتوجب التروي والانتظار لحين انتهاء خُلو المسار.

خُلو المسار في الواقع الفلسطيني متعلق بالحالة السياسية، نظراً لأهميتها العميقة وحالتها العقيمة، لأنها من تحدد شكل ومضمون الواقع الوطني العام، لأن الحالة السياسية العنوان، والتي منذ سنوات طوال في حالة سبات بل في تراجع ولا خطوة تمتاز بالتقدم نحو الأمام على خطى  التغيير في واقع الحياة والأيام.

 في حالة  خُلو المسار، تظهر معالم عدم التواصل والاتصال بين كافة مشتقات الحياة الفلسطينية، بسبب ترهل وفشل بل فساد الحالة السياسية، التي من المفترض أن تكون الرافعة الأساسية والحاضنة الوطنية للواقع الفلسطيني ، لأننا شعب يرزح تحت وطأة الاحتلال، ويواجه كل يوم الصعاب والأهوال.

خُلو المسار يظهراً جلياً في الحالة السياسية ، بسبب حالة الجدل والدجل والفشل عند التواصل بين الساسة والمسؤولين ، ونعود إلى القطيعة  والخلاف والانفصام بسبب الانقسام وشياطين التفاصيل التي تعيق أي خطو للأمام ، الذي كله  يؤثر بالسلب على الوحدة والمصالحة وإرساء قواعد ونُظم الحياة الديمقراطية عنوان الاستقرار والأمان، التي يحتاجها الوطن والإنسان.
 
أضحى الواقع الفلسطيني وبعد طول انتظار، نتيجة تراكمات الحالة السياسية الهزيلة، وعدم القدرة للوصول لنقطة وطنية تكون القاعدة الأساسية والقاسم المشترك، والبقاء في دوامة النزاع والمعترك ،السمة العامة في نهاية المشوار بسبب خُلو المسار.