كتب وزير الخارجية التشيكي الحالي توماش بيترشيك عضو قيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي التشيكي (ČSSD) مقالاً مشتركاً مع الرئيسين السابقين للدبلوماسية التشيكية لوبومير ذا أوراليك وزير الخارجية السابق، وزير الثقافة الحالي (ČSSD) وكاريل شفارتسينبيبرغ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، وزير الخارجية الأسبق، مؤسس حزب (TOP 09) اليميني الليبرالي تناولوا فيه مسعى إسرائيل لضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

نُشر المقال في صحيفة "برافو" عدد السبت 23 مايو 2020، ووفقاً لصحف تشيكية، فإنه أثار عاصفة سياسية في الجمهورية التشيكية،  كما أثار حفيظة الرئيس التشيكي ورئيس حكومته اللذين يفكران حسب صحيفة مقربة منهما بالإطاحة بوزير الخارجية، وسيعقد البرلمان التشيكي جلسة خاصة لتأكيد الصداقة مع إسرائيل، كما طُلب من وزير الخارجية لقاء السفير الإسرائيلي في براغ لشرح موقفه.

وقال الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إنه لايوافق على المقال لأنه "يُعكر العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، فيما اكتفى رئيس الوزراء أندريه بابيش بالقول إن الموضوع لم يناقش داخل الحكومة، وإن السياسة الخارجية للبلاد تحددها الحكومة مجتمعة.

وقال رئيس مجلس النواب راديك فوندراتشيك إنه يتوجس بأن المقال ينطوي على حالة من عدم الثقة بشريك مهم لتشيكيا، معترضاً على استخدام كلمتي "ضم وأراضي محتلة"، ومفسراً مايجري بأنه توسيع للقوانين الإسرائيلية لتشمل أراض لايمكن لإسرائيل التخلي عنها لأسباب أمنية!!

وبحسب موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن بيتريشيك وأسلافه أثاروا تساؤلات صعبة حول مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية، متسائلين ماذا سيكون حال الديمقراطية الإسرائيلية إذا ضمت إسرائيل سكاناً من فئتين أولى هم اليهود وثانية هم الفلسطينيون؟! وأبدوا  معارضة واضحة لأي خطوة تهدف لضم الأراضي الفلسطينية لأن ذلك وفق قولهم يمثل انتهاكاً للقانون الدولي.

وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل يقود مناقشات أوروبية لفرض عقوبات على إسرائيل حال قيامها بفرض سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية، وأن إسرائيل متخوفة من إلغاء اتفاقية الشراكة التجارية الإسرائيلية الأوروبية ووقف برنامج تمويل مؤسسات علمية وتقنية في إسرائيل يكلف الاتحاد الأوروبي ملايين الدولارات، ما يتسبب بأضرار إقتصادية بالغة لها.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت تعول على تشيكيا إضافة لدول مثل المجر وبلغاريا ورومانيا لعرقلة العقوبات الأوروبية المحتملة!

ويعرف عن الرئيس التشيكي ميلوش زيمان بأنه مؤيد لإسرائيل ويسعى للحاق بسياسات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووعد عدة مرات بنقل سفارة بلاده إلى لقدس لكنه لم يفلح بسبب رفض الاتحاد الأوروبي، ولذلك عمل مؤخراً على افتتاح مركز ثقافي تشيكي في المدينة المحتلة