ثمة اشياء كثيرة تؤكد لنا اننا فى فى الربع الثالث من طريق التخلص من كورونا والاحتلال، بفضل تماسك حبهتنا الداخلية الفلسطينية، المتمثلة بارتفاع حملات التسامح و التكافل الاجتماعي والايثار من ناحية ،وانعدام الجريمة والسرقات من ناحية أخرى، فى حين انتشرت جرائم القرصنة والسرقات فى معظم أنحاء دول العالم مدعية الحضارة والمدنية وعلى رأسها الولايات المتحده وغيرها..
ويبدو أن هذا الأمر ليس غريبا على فلسطين والشام ،ويحدثنا التاريخ إنموذجا حيا عن تماسك الجبهة الداخلية كان سببا فى الانتصار الشامل..
يروى أن " صلاح الدين الأيوبي " استدعى قبل معركة حطين بأيام صاحب الشرطة في دمشق - وهو ما يعادل وزير الداخلية هذه الأيام - ، وقال له :
يا صاحب الشرطة ، أذّن في الناس ، لا يبيتن احد وبابه مغلق عليه ، ولا يغلقن تاجر باب متجره عند ذهابه لبيته .
استغرب صاحب الشرطة الطلب ، وحاول أن يحتج ، لكن صلاح الدين قال له بحزم : نفذ ما أمرتك به .
صاح المؤذنون لتبليغ أمر السلطان للناس ( كان عدد سكان دمشق حينها أكثر من 150 ألف نسمة ، وهو ما يعادل ملايين بمقياس هذه الأيام )
في اليوم التالي ، استدعى السلطان صاحب الشرطة وطلب منه ان يكرر ما فعله ليلة أمس ، واستدعاه في اليوم الثالث وطلب منه تكرار نفس ما فعله في الليلتين السابقتين .. استدعاه في اليوم الرابع وسأله :
هل تم إبلاغكم عن اي سرقة ؟؟ أجابه : كلا يا مولاي
هنا قال صلاح الدين لقائد جيشه الذي كان في مجلسه :
الآن أعلنوا النفير للمعركة ، والله لو بُلِّغتْ عن سرقة واحدة لأجلت المعركة عشر سنين .
انه الإطمئنان للجبهة الداخلية التي بناها صلاح الدين وأقامها على الحق ...
تأسيسا لما سبق نؤكد على ان صلاح الراعي الفلسطيني انعكس بظلاله الإيجابية على صلاح الرعية ،والأمر يبشرنا بخير قريب