قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن حكومة بنيامين نتنياهو هي الأكثر تشددًا في تاريخ إسرائيل وسياساتها تقود إلى حول الدولة الواحدة.

وأوضح كيري في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء الأربعاء، أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية زاد لـ 275 ألف منذ اتفاق أوسلو، حيث منهم 100 ألف منذ تولي نتنياهو الحكم، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة صوتت في مجلس الأمن على القرار (2334) وفقا لمبادئها وللحفاظ على حل الدولتين.

وأكد أن قرار مجلس الأمن يؤكد عدم مشروعية المستوطنات" وهذا أمر ليس جديدا خاصة التأكيد أن القدس الشرقية أرض احتلتها إسرائيل في 1967"، وفق قوله.

وشدد على أنه" لا بد من احترام قرارات  مجلس الأمن، لافتًا إلى أن جميع الإدارات الأميركية ديمقراطية وجمهورية عارضت الاستيطان في الأراضي  الفلسطينية المحتلة عام 1967.

ونوه إلى أنه إدارة أوباما هي الوحيدة التي عارضت كل القرارات الدولية الموجهة ضد إسرائيل باستثناء القرار الأخير، معتبرًا أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي.

وأضاف:" توسيع المستوطنات ليس له أية علاقة بأمن إسرائيل، و لا بد من وقف الاستيطان حتى لا يتدمر حلم السلام،  وأن الاستيطان في القدس والأغوار سيؤثر على قيام دولة فلسطينية".

وأكد أن القدس الشرقية هي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وأوضح أن أمريكا تدافع دائما عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها،" وأن الإسرائيليين أخفقوا في إدراك أننا لن نقف في وجه القضاء على حل الدولتين"، بحسب قوله.

ولفت إلى أن نصف المساعدات الخارجية الأميركية قدمت لإسرائيل، ولا يوجد إدارة أميركية قدمت الدعم لها مثل إدارة أوباما.

وبين أن الفلسطينيين يكافحون من أجل حريتهم وحقوقهم، وأن سياسة الأمر الواقع تقضي على حل الدولتين وتجعل الاحتلال، مؤكدًا على وضع حد للصراع حتى يستطيع الأطفال العيش بسلام.

وتابع:" حل الدولتين يواجه خطرا كبيرا، ولا بد من وقف الاستيطان حتى لا يتدمر حلم السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال ممكنا إذا كانت الأطراف مستعدة للتحرك".

وقال كيري إن حركة فتح الفلسطينية تستمر في "تمجيد الإرهابيين الفلسطينيين" الذين يقومون بهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين".

قطاع غزة وحركة حماس

وتتطرق كيري لوضع سكان قطاع غزة المأساوي، حيث أكد أن الوضع لا يطاق وأن سكانه بحاجة إلى المساعدات الملحة.

وبين أن حركة حماس لا تعترف بشرعية إسرائيل حتى الآن، متهماً إياها بأنها مسؤولة عن العنف وتستمر في الأنشطة العسكرية وتسلح نفسها وتحفر الأنفاق لتهديد أمن إسرائيل.

وأما الوضع في الضفة الغربية، قال إن إسرائيل تضيق الخناق على الضفة لتحقيق مآربها الخاصة، مضيفاً:" ليس هناك أي عذر للإرهاب لاسيما من جانب الفلسطينيين في أفعال مثل عمليات الطعن"، وفق ادعائه.

وأشار إلى أن الاستقطاب الهائل في المنطقة يمتد إلى ما هو أبعد من الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن حل الدولتين أصبح الآن على المحك بسبب ما أسماه العنف والتحريض والاحتلال والاستيطان.

وقال:" استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى دولة واحدة واحتلال أبدي، حيث هناك مستوطنات إسرائيلية غير شرعية حتى وفق القانون الإسرائيلي وهناك مئات المستوطنات غيرها وهو ما يجعل إقامة دولة فلسطينية أمرا صعبا".

وأردف:" إن لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين فستكون المستوطنات عائقا وهو ما يعتبر مشكلة بالنسبة للتواصل بين المناطق الفلسطينية".

وشدد على عدم بناء المستوطنات في الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية، مبيناً أن إسرائيل زادت من تعزيز سيطرتها على الكثير من الأراضي في الضفة لأغراضها الخاصة.

واعتبر أن منع الفلسطينيين من البناء في منطقة "ج" يؤدي إلى حل الدولة الواحدة، "من يفكر بالسلام بجدية عليه أن يفكر بخطورة المستوطنات"، كما قال.

وأكد أنه لا يمكن أن تقف واشنطن صامتة ومكتوفة الأيدي وهي ترى آمال السلام تتقلص، مشيرًا إلى أن معظم المباني الفلسطينية في المنطقة "ج" لا تعطى تراخيص بناء وكثير منها يدمر إن لم يحصل على ترخيص.

وبين أن الدول العربية لن تطبّع العلاقات مع إسرائيل إن لم تحلّ مشكلتها مع الفلسطينيين، موضحاً أن أمريكا لا تريد جيل فلسطيني جديد في دوامة ما أسماها دوامة العنف.

ولفت إلى أنه حذر نتنياهو بأن الفلسطينيين سيضطرون للجوء للمحافل الدولة بسبب ارتفاع وتيرة الاستيطان، وتابع:" لو وقفنا ضد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير لكان ذلك يعني وقوفنا ضد إسرائيل".

وقال وزير الخارجية الأمريكي:"  أترك الأمر للإسرائيليين في الحكم على اتهامات المسؤولين الإسرائيليين المنتقدة بشكل لاذع للإدارة الأميركية، ولابد من البناء على اتفاق أوسلو".

واستدرك:" اعترفنا بإسرائيل منذ بناؤها والفلسطينيين عانوا كثيرًا بعد ذلك، لابد من مرجعية للعملية السياسية بين الجانبين، لاسيما أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية فشلت بسبب انعدام الثقة".

وأكد على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام "67"، ويجب أن تكون هناك دولة فلسطينية متصلة الأراضي.

وشدد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وجمع أموال لتعويضهم.

وقال كيري:" القدس يجب أن تكون عاصمة لدولتين لأنها قضية حساسة بنسبة للطرفين".

المصدر : الوطنية