قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، إن إسرائيل هي مصدر الشرور في المنطقة، ولو دقق كل إنسان في أمتنا لوجد أصابعها موجودة في كل مشاريع التخريب، مطالباً أبناء الأمة وهم مشغولون بهموم بلدانهم ألا ينسوا فلسطين.

وشدد مشعل، خلال كلمة له أمام حشد في إسطنبول بتركيا، مساء الأحد، على أن معاناة الأمة ستتواصل طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال والعدوان، وقال إن: هموم الأمة من حولنا هي همومنا، وجراح الأمة في كل مكان هي جراحنا وآلامنا.

ورأى أن الأمة في عواصمها المختلفة حين تنشد حريتها وتدافع عن نفسها هي تخوض قضايا عادلة، وفق تعبيره.

وقال في رسالته للأمة: "لا تنسوا قلب الأمة فلسطين، ففلسطين هي أم القضايا والأزمات"، متمنياً للجميع تحقيق مصالحهم ليتفرغوا للمعركة في فلسطين.

وأبدى مشعل حرصه على أن تبقى الأمة موحدة دون تفتيت وانقسامات، وأن تعيش بحرية وكرامة، وأن تحيا دون استقطابات عرقية أو طائفية.

مقاومتنا ضد الاحتلال

وقال مشعل، إن مقاومتنا في فلسطين لا تعتدي على أحد، إنما ترد العدوان ومعركتنا الوحيدة ضد الاحتلال.

وشدد مشعل، ، على أن جوهر فلسطين وعنوانها الأكبر هو القدس والمسجد الأقصى المبارك، موضحاً أنهما في خطر كبير، وقال إن إخوانكم وأهلكم في القدس يعانون من الاحتلال والاستيطان والتهويد وهدم المنازل والأحياء العربية.

وبين مشعل أن المسجد الأقصى يقع تحت وطأة مشروع التقسيم الإسرائيلي، مؤكداً أن االحكومة الصهيونية والمتطرفين الصهاينة يسعون لوضع يدهم على المسجد الأقصى، وتقسيمه تمهيدا لهدمه.

وأشاد مشعل بالمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، الذين "يعملون على فداء الأقصى وحمايته من المشاريع الإسرائيلية".

وقال مشعل: "منذ عشرات السنوات، تنطلق انتفاضة تلو انتفاضة، ومقاومة تلو مقاومة؛ من أجل استعادة الأقصى وفلسطين، وقوافل الشهداء لا تتوقف من الرجال والنساء من الكبار والصغار"، مؤكداً أنه ورغم ذلك فإن المعركة غير متكافئة.

حصار غزة

وعزا مشعل حصار غزة إلى سببين، الأول أنه على أرض غزة "مقاومة عظيمة عنيدة هزمت إسرائيل في حروب عديدة، تصنع سلاحها وتهرب سلاحها وتعد رجالها وتحفر أنفاقها وخنادقها".

وقال: "هذه مقاومة ضربت تل أبيب، ودفعت ملايين الصهاينة ليختبئوا في جحورهم، وعلى أرض غزة هناك نخبة مقاتلين هزموا النخبة الإسرائيلية رغم تفوقها في التدريب والسلاح"، مؤكداً أن حماس لن تتخلى عن سلاحها وعن مقاومتها.

أما السبب الثاني، كما قال مشعل، فإن في غزة قيادة ملتحمة مع المقاومة ومع الشعب، وهذه حالة نموذجية، مشدداً على أنه حين تلتحم القيادة مع شعبها وكلهم يدعمون المقاومة "فهذه حالة لن يهزمها أحد".

مجلس الأمن

وأكد مشعل على أن قرار مجلس الأمن برفض الاستيطان أعطى العالم إشارة على خطر الاستيطان الذي يلتهم الأرض الفلسطينية.

وقال مشعل، إننا نعد قرار مجلس الأمن برفض الاستيطان الإسرائيلي خطوة في الاتجاه الصحيح ورد اعتبار لشعبنا وتصويب لبعض أخطاء السياسة الأمريكية والدولية، مبيناً أن القرار خطوة مؤثرة ومهمة.

وشكر مشعل كل من وقف مع الشعب الفلسطيني في رفض الاستيطان، موضحاً أن الشعب الفلسطيني يتطلع أن يقف العالم كله بجانبه في معركته لنيل حقوقه والاستقلال.

ووجه مشعل حديثه لدول العالم بقوله: "إسرائيل أصبت عبئا على السياسة الدولية، وهي عبء على السلام الإقليمي والدولي، ومن يقف مع الشعب الفلسطيني يقف مع الشعب المنتصر على الاحتلال والعدوان".

وأضاف: "نريد أرضنا دون احتلال وبلا استيطان، نريد أرضنا بدون غزاة، ونريد من العالم أن يقف مع مقاومة الشعب الفلسطيني لأنها مقاومة عادلة". 

المصدر : الوطنية