عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات بحق عدد كبير من المدنيين في حلب.

وناشد الأطراف كافة، وعلى وجه الخصوص الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها، للعمل على حماية المدنيين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 60 شخصا قتلوا بينهم مدنيون ومقاتلون عندما اقتحم الجيش السوري عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب يوم أمس الاثنين.

وأضاف المرصد أنهم قتلوا عند استعادة القوات النظامية أحياء الفردوس وبستان القصر والزبدية.

يذكر أن الجيش السوري حقق مكاسب جديدة أمس بعدما سيطر على حي الشيخ سعيد مما ترك المعارضة محصورة في قطاع صغير بالمدينة.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن سوريا وروسيا "ستخضعان للمساءلة" عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون المنتصرون في حلب.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام قلق من تقارير عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين من بينهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة".

وأضاف دوجاريك أنه " في الوقت الذي لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من هذه التقارير، فإن الأمين العام الأمين العام نقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية".

يذكر ان المعارضة المسلحة في حلب توشك على الاندحار بعد التقدم الذي حققته القوات الحكومية.

وقال مسؤول امريكي عليم بالجهود المبذولة لتأمين ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في المدينة لبي بي سي إن "نحو 50 الف شخص ما زالوا تحت القصف" في حلب بينما يرفض الجانب الروسي فكرة الالتزام بوقف مؤقت للقصف لتمكين المدنيين من الخروج من المدينة والسماح باخراج الاطفال الجرحى منها.

وكان الجيش السوري قد أعلن أن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدما كبيرا في جنوب المدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير فيها، على شفا الهزيمة النهائية.

وقال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الامنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم "إما الاستسلام أو الموت".

ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء.

وتقول روسيا التي تدعم الحكومة السورية، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين أنفسهم.

وتسيطر قوات الحكومة السورية الآن على أكثر من 90 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها.

وكانت حلب تعد أكبر مدينة سورية والمركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011.

ومنذ ذلك الحين والمدينة منقسمة الى جزئين، غربي تحت سيطرة الحكومة وشرقي تحت سيطرة المعارضين.

وتمكنت القوات السورية، تساندها ميليشيات موالية لايران وقصف جوي روسي، من تغيير هذا الوضع، إذ تمكنت في ايلول / سبتمبر من تشديد حصارها للجزء الشرقي وشن هجوم شامل بعد اسابيع من ذلك.

من جانبه، يقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن 415 مدنيا و364 من مسلحي المعارضة على الاقل قتلوا في الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون منذ 15 تشرين الثاني / نوفمبر، بينما قتل 130 مدنيا في حلب الغربية جراء قصف المعارضة.

وكانت روسيا والولايات المتحدة، التي تساند المعارضين، اجريتا محادثات في جنيف يومي السبت والاحد لبحث امكانية التوصل الى اتفاق يسمح للمدنيين ومسلحي المعارضة بالخروج من حلب، ولكن مسؤولين امريكيين قالوا الاثنين إن نظراءهم الروس رفضوا مقترحا بالالتزام بهدنة فورية للسماح بذلك.

ويقول محللون إن سقوط حلب سيعد ضربة موجعة للمعارضة لأن ذلك يعني ان الحكومة ستصبح تسيطر على مدن البلاد الـ 4 الكبرى.

وعرض التلفزيون السوري الرسمي صورا لاحتفالات جرت في حلب بعد ورود تقارير تفيد بأن الجيش الحكومي يوشك على تحقيق النصر على المعارضين في المدينة.

المصدر : BBC عربي