تهدد سهولة الاتصال والتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي أمن المعلومات للمستخدمين خاصة أن وسائل المراقبة والاختراق تتطور بشكل سريع، مشكلة خطراً معلوماتياً على الصعيد الشخصي لأي مستخدم لها بدون قيود.

وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي حيزًا افتراضي المكان يجمع ملايين المستخدمين على الإنترنت، وذلك لسهولة التواصل بينهم وسهولة التعامل معها وإتاحتها للجميع، فالكثير من القضايا تثار بأكثر من أسلوب لتصل إلى فئات منوعة ومستهدفة لتكوين رأي أو اهتمام موحد، مما يؤدي إلى تبادل معلوماتي ومشاركة واسعة على الفضاء الإلكتروني.

وقال الصحافي الفلسطيني سعدي حمد إن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يستطيع التجسس على كافة أنشطة مستخدمي الهواتف الذكية إذا كانت هواتفهم متصلة أو غير متصلة بالإنترنت.

وأكد حمد أنه قام بعدة تجارب لأكثر من شهر للتأكد من مصداقية ما يتم ترويجه عن إمكانية مراقبة "فيسبوك" لمستخدميه، ولاحظ بنفسه أن موقع التواصل الاجتماعي قادر على اقتحام خصوصيتك وقدرته على اختراق الميكرفون للهاتف الذكي أيضاً.

ويروي أنه تفاجئ حينما أقترح "فيسبوك" له إعلاناً ممولاً لموضوع كان يناقشه مع أحد أصدقائه لأول مرة، في حين أنه غير مهتم بالموضوع ولم يبحث عنه البتة قبل ذلك.

وأضاف أن أحد الأصدقاء اتصل به من رقم غير محفوظ على هاتفه وتحدثا قليلا ولم يكن هاتفه متصل بالإنترنت، وحين عودته إلى البيت اقترح له "فيسبوك" صداقة الشخص الذي كان يهاتفه، مما يؤكد نظرية اختراق ميكرفون الهاتف الذكي برغم عدم اتصاله بالإنترنت.

تباين أراء

ويؤكد عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنهم لاحظوا قدرته على معرفة خصوصيتهم التي لم ينشروها على أي موقع تواصل اجتماعي، ويقول أحدهم "ويكأنه يعرف ما أفكر فيه" من خلال ما يرسله ليه من اقتراحات وإشعارات.

واعتبر البعض أن استخدام هذه المعلومات يأتي في سياق التبادل المعلوماتي بين الشركات والحكومات، مشيرين إلى أن هذا التبادل يعتبر تجارة في معلومات خصوصية المستخدمين.

ورفض الكثيرون ما يقال في قدرة موقع تواصل اجتماعي كـ "فيسبوك" باختراق ميكرفون الهاتف الذكي والتنصت على المستخدمين، وذلك لأنه موقع يتيح التواصل ويراعي المصداقية والشفافية فيما يقدمه من خدمات، حسب قولهم.

وعلق أخرون أن إتاحة المعلومات تكون من المستخدم نفسه دون أن تقحم نفسها أي شركة تواصل اجتماعي كبيرة في عمليات السطو على المعلومات أو التنصت وغيرها.

اتفاق المستخدم

بدوره، قال المختص في مواقع التواصل الاجتماعي خالد صافي إنه تم الاتفاق بين فيسبوك والمستخدم على الاستفادة من كل المعلومات الشخصية من خلال بنود اتفاق إنشاء حساب جديد على الموقع، ولهذا تعتبر هذه الخطوة قانونية بلا شك.

وأوضح صافي لـ الوطنية أن الموقع يقوم بالاطلاع على المعلومات لتقديم أفضل الخدمات التي يحتاج إليها المستخدم ومساعدته في امتلاكها والتفاعل معها.

وأكد أن فيسبوك يقوم بفتح المايك الخاص بالجهاز الذكي لمعرفة الموضوعات المحورية والتقاط ما تحتاجه لمساعدتك في إيجادها والتعامل معها من خلال إعلانات أو طلبات الصداقة أو إرسال رسائل وغيرها.

وأشار إلى أن شركة فيسبوك لم تعلن حتى الآن عن التعامل مع أي جهات أمنية في هذه المعلومات ولأي أغراض غير تقديم الخدمات الخاصة بالشركة.

التقاط معلومات

ومن جهته، قال عضو النادي الاجتماعي في فلسطين والمهتم في مجال الاتصال الاجتماعي أسامة حميد، إن هناك عدة تقنيات تستخدمها "فيسبوك" وترتبط مع كل مواقع التواصل والمتصفحات أيضاً كخاصية "التتبع"، والتي تهدف إلى النظر في اهتمامات المستخدمين لتقدمها لهم.

وأكد حميد أن هناك بعض الإضافات التي تتيحها متصفحات البحث أيضا يمكنها أن توقف خاصية التتبع، والتي يمكن من خلالها عدم معرفة ما يبحث عنه أو ما يشاركه أي مستخدم في مواقع التواصل غير فيسبوك.

وأوضح أنه لا يمكن الجزم بعدم التجسس ويمكن أن يحصل هذا، لكن الأكثر منطقية أن الموضوع يعتبر التقاط معلومات وهذا يستخدم في كل الشركات الكبرى لتقديم الخدمات.

وتابع: "إذا كنت كمستخدم لا تريد من أحد معرفة معلوماتك الشخصية والاطلاع على خصوصيتك إلكترونياً لا تقوم بالتعريف عن نفسك وملئ خانة البيانات الشخصية على فيسبوك".

المصدر : فادي بارود – الوطنية