قال القيادي المفصول في حركة "فتح" سمير المشهراوي، إن ما يعقد فى في مدينة "رام الله" بالضفة الغربية، ليس مؤتمرًا لحركة "فتح" وليس هكذا تعد وتعقد المؤتمرات الحركية.

وأكد المشهراوي أن "ما يجري ليس أكثر من تجمع أو "زفة" محدودة أرادها الرئيس محمود عباس، معتقدا بأنها مخرج ملائم من مأزقه الحركي والوطني، وأن بـ "المؤتمر السابع" يستطيع أن يلتفت إلى العرب ويقول ليس هناك مشكلات فى فتح".

وأضاف أن "ما سيحدث بعد "زفة المقاطعة" سيصدم الرئيس عباس ومجموعته الضيقة، لأن مشكلات فتح ستزداد تعقيدا، لافتًا إلى أن المشكلة من الأساس تكمن فى سلوك الرئيس عباس وكيفية إدارته للشئون الحركية والوطنية".

وأوضح المشهراوي أن "كل ما حاول العرب فعله هو توحيد حركة "فتح" تحت قيادة الرئيس عباس شخصيًا ثم توحيد الساحة الفلسطينية، معتبرًا أن الرئيس عباس قد أضاع فرصة العمر لأننا فى فتح قبلنا الجهود العربية، رغم أن بعض محتويات المبادرة العربية كان من شأنها منح الرئيس تأشيرات براءة من مخالفات مالية وسياسية وقانونية جسيمة".

وأكد المشهرواي خلال حواره مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن "المؤتمر السابع هو استحقاق نظامي طال انتظاره من قبل جموع الحركة شيبا وشبابا ونساء، قادة وكوادر، واصفًا "مؤتمر المقاطعة" موضع معارضة الأغلبية الساحقة من قادة وكوادر وقواعد الحركة ولن ينتج إلا مزيدا من الضعف والهوان لمن دبروا انعقاده على هذا النحو المشين.

وقال إن "مؤتمر المقاطعة" لن يؤثر علينا وفق هذا المبدأ وبمعنى أدق، الرئيس يأخذ مجموعته الضيقة فى هذه الحفلة ويهربون بعيدا عن خط فتح الكفاحي الذى أكسبها احترام وتقدير شعبنا وأمتنا وكل أحرار العالم".

وأضاف أن المشاورات الداخلية لن تتوقف للحظة واحدة، نعمل موحدين كخلية نحل وأعتقد بأنكم تابعتم بعض قدراتنا من خلال نشاطات "إنذارية" نفذتها قيادات وكوادر فتحاوية في قطاع غزة ومخيم الأمعري ولبنان وبروكسل وبلاطة وساحات أخرى".

وكشف أن الحركة تتعرض إلى ضغوط هائلة من آلاف الكوادر وعشرات الآلاف من قواعد "فتح" من أجل التصعيد ضد الرئيس محمود عباس، لكننا نؤمن بالتريث.

وأكد أن الرئيس أراد تضليل الجميع والإيهام وكأن حفلته يوم ٢٩ نوفمبر "مؤتمر فتح السابع" هي نهاية الطريق، ونحن نقول هي نقطة الانطلاق لجيش من الأحرار نحو تحرير فتح من العبيد وإعادتها إلى ما تستحق من التقدير والاحترام.

وكشف أن الرئيس عباس حاول ومجموعته اختراق القواعد الأخلاقية والنضالية الجامعة والناظمة لمواقفنا فلم ينجح ولن ينجحوا، متابعًا "نحن لم نتكاتف مع محمد دحلان لأنه ظالم بل لأنه تعرض للكثير من الظلم مرارا وعلى رؤوس الأشهاد، والذى جعل موقفنا أكثر صلابة لأن الأمر تعدى أى خلاف شخصى".

وأسهب "سلوك الرئيس عباس يسيء لفتح وتاريخها ويهدد مستقبلها بل ولقضيتنا الوطنية برمتها عبر سلوك وبرنامج تدميري ممنهج ومدروس".

واعتبر أن مجموعات الرئيس عباس هي من قامت بتسريب التسجيل الصوتي لعضو المجلس السوري عزام الأحمد من أجل إسقاطه لأنه خالف مطالب الرئيس عباس الباحث عن أية إساءة للقيادي محمد دحلان.  

وحول تنظيم تيار دحلان مؤتمرات مناهضة لـ "المؤتمر السابع" فى العواصم العربية والعالمية، أكد "أن أنشطة متعددة ومتنوعة ومؤثرة وتلك الأنشطة ستتوج بمؤتمر موسع، مضيفًا أن الرئيس عباس ومجموعته يعتقدون أن "حفلة ٢٩ نوفمبر" هى النهاية، ونحن نعتبرها البداية لتحرك جيش الأحرار".

اغتيال عرفات

وعن الأنباء التي تحدث عن إعلان قاتل عرفات وصلاح خلف فى مؤتمر فتح السابع، تساءل المشهرواي خلال الحوار، لماذا تأخير الإعلان حتى "زفة" رام الله إن كان أبو مازن صادقا ؟، لا أحب أن أدخل فى نهج الإثارة والتشويق لأن اغتيال أبو عمار أو أبو إياد ليست مواد إثارة وتشويق بل هى جرائم جدية وكبرى ومن حق الشعب الفلسطينى معرفة تفاصيلها الدقيقة لحظة الحصول على الحقيقة، وكل محاولات وإيحاءات أبو مازن "فاشوش" ومردود عليه، حسب المشهرواي. 

وأكد  المشهرواي أن "نهج التشويق خطير ومضلل، ولو تتبعنا تفاصيل وحيثيات حصار واغتيال ياسر عرفات وما جرى بعد ذلك فإن هناك شخص واحد يتحمل المسئولية السياسية والقانونية والأخلاقية لأنه كان هو الشخص المستفيد والمسيطر والمعطل فى نفس الوقت".

وأضاف " طال الزمن أم قصر ستتضح الحقائق، موجهًا سؤاله لرئيس محمود عباس، ماذا سيكون قراره ضد إسرائيل للانتقام لدم الرمز ياسر عرفات؟ وهو الذى لم يحتمل شتيمة دحلان لأبنائه؟ فما بالنا والحديث عن دم رمز الشعب الفلسطينى".

وحول الاستراتيجية الجديدة التى تتبعها مصر فى غزة، أكد أن "مصر وفسلطين شركاء مصير، وفلسطين لن تحرر إلا بمصر قوية ومتعافية وشديدة الحضور، وعلينا أن نتذكر ونتمسك بالقواعد الاستراتيجية الصارمة التى أسسها زعيمنا الراحل ياسر عرفات فى العلاقة مع مصر".

وطالب المصريين بأن يتذكروا بأن الشعب الفلسطينى لم يحكم حكما عادلا ورشيدا إلا من زعيم لم يكن يجيد الكلام إلا باللهجة المصرية الصرفة.

الرجوب والحذاء

وعن تصريحات جبريل الرجوب التي قال فيها إن "المؤتمر سيجرف كل من له علاقة بدحلان، أوضح المشهراوي أن الرجوب يعاني من عقدة دحلان، ويشعر بحضور دحلان أنه صغير، لديه رعب حقيقى من عودة دحلان".

وأكد أن الرجوب "أول من لطّخ سمعة الأمن حين كان مديراً للأمن الوقائى، وتم اتهامه بتسليم مناضلين لإسرائيل وقتل مجاهدين، وبتحصيل خاوات من تجار ورجال أعمال".

وكشف أن "جبريل الرجوب تلقى صفعة على وجهه من الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم ضربه بالحذاء أمام الناس وطرده من موقعه، مؤكدًا أن بيت جبريل الرجول من من زجاج وزجاج "هش".

المصدر : اليوم السابع