اختتم مركز الأهرام في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأربعاء، مؤتمره الذي شارك فيه وفد من الإعلاميين الفلسطينيين تحت عنوان "دور الإعلام في المجتمع الفلسطيني.. التحديات والفرص".

وأكد البيان الختامي للمؤتمر أن هذا المؤتمر وغيره مهم لعودة الاهتمام للقضية الفلسطينية.

وقال مستشار مركز الدراسات السياسية بمركز الأهرام عبد العليم محمد الذي تلى البيان الختامي بعد انتهاء جلساته الثلاث:" هذا المؤتمر مؤشر مهم لعودة الاهتمام للقضية الفلسطينية، لأن المنظر أصبح بعد ثورات الربيع العربي مُخجل، بعدما كانت القضية الفلسطينية مركزية للعرب، اختفت فجأة".

وأوضح أن هذا المؤتمر ومثله وما سبقه من مؤتمرات وما ستليه، هو مؤشر لعودة الاهتمام للرأي العام المصري، لأن مؤسسة إعلامية مثل عندما الأهرام، لها وزنها وثقلها في الشارع المصري"، كما قال.

وشدد محمد على أن المؤتمر يُصب في صالح استعادة مصر للدور الإقليمي والعربي، بعد تعافي الدولة، وبناء مؤسساتها واستقرارها، وهذا أمر مهم جدًا، "لأنه بعد الثورات كانت هناك أجندة داخلية لا تبقي ولا تذر، بالتالي كان من غير الممكن الاهتمام بالقضايا الإقليمية وعلى رأسها الفلسطينية دون إعادة البناء للدولة".

وتابع: "هذا مؤشر في استعادة الدولة المصرية لدورها العربي والإقليمي، مصر عضو غير دائم بمجلس الأمن، لها ثقل، وهذا لمصلحة القضية الفلسطينية".

التأكيد على الوحدة الفلسطينية

وأشار إلى أن المهمة الأساسية التي أكد عليها المؤتمر هي الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي لا تأتي لأننا نتمناها، ونستحقها، بالتالي الحق للشعب الفلسطيني التحدث بصوت مسموع للعالم، ضد الاحتلال.

ورأى السفير محمد أن ذلك" لا يأتي إلا عبر مجهودات مُتراكمة، ينبغي أن تبدأ الآن، علينا دفع الحالة الإعلامية لتعزيز مسار الوحدة الوطنية، بنفس الوقت وممارسة ضغوط سياسية وفكرية وثقافية، وإقامة فعاليات جماهيرية لتعزيز الوحدة الفلسطينية"، وفق وقوله.

وشدد على أنه لا بد أن تتوالى الضغوط من أجل ذلك، كي تسمع النخب المسيطرة على المشهد هذا الموقف المُطالب والمنادي بالوحدة الوطنية الفلسطينية. 

الجلسة الأولى

وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات، الأولى حملت عنوان "دعم المصالحة الفلسطينية"، تحدث خلالها الصحفي الفلسطيني محمد أبو جياب، والخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية بمركز الأهرام صبحي أبو عسيلة، وأكدا على أهمية التعاون المصري الفلسطيني العربي الإعلامي المشترك لأجل البلدين.

وشددا المتحدثان على أهمية توحيد البوصلة الإعلامية، والتأكيد باستمرار على أن العدو الإسرائيلي هو الوحيد، وعدم ترك الأحداث الداخلية التي تركت أثرًا كبيرًا، وحرفت بوصلة الإعلام، وسلطت الضوء عليها، وتناست العدو الرئيس، الذي يواصل نهش الأرض، والتهويد، وتقطيع الأواصل الفلسطينية، بحسب البيان الختامي للمؤتمر.

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية والتي كانت تحت عنوان "خلق بيئة مواتية للاعتدال ومناهضة للتطرف"، الدكتور المصري علاء الدين هلال"، والصحفية الفلسطينية مراسل قناة العربية حنان المصرية، واللتان أكدتا على ضرورة التفهم جيدًا الحديث بمفاهيم المصطلحات الإعلامية حول ظواهر التطرف.

الجلسة الثالثة 

 

وحملت الجلسة الثالثة عنوان:" "دور الإعلام في دعم القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية"، والتي تحدث خلالها كل من  خبير الأمن القومي والكاتب عبد المنعم المشاط، ورئيس تحرير صحيفة المجتمع المحلية مفيد أبو شمالة.

وتساءل المشاط "هل من الممكن أن تبقى القضية متصدرة في ظل الصراعات العربية.

ودعا لعقد مؤتمر مصالحة فلسطينية فورًا، واقترح شرم الشيخ"، مؤكدًا أن المصالحة إن تمت في مصر ستحظى بتغطية إعلامية منقطعة النظير.

وحث على عقد مؤتمر تسوية قبل مؤتمر باريس، إسرائيل" متحفزة للأخير؛ والتواصل مع مراكز البحوث والدراسات المصرية والعالمية، والتواصل مع الإيباك الصهيونية، وإقناعها أن المصالحة وجود دولة فلسطينية، والتواصل كذلك نتصل بالولايات المتحدة والكونجرس، والدول العربية خاصة السعودية لما لها من ضغط على واشنطن، لصالح القضية الفلسطينية وإتمام المصالحة وتحقيق الدولة"، بحسب المشاط.

بدوره، سلط الصحفي الفلسطيني مفيد أبو شمالة، خلال ورقته على معاناة الإعلاميين، وقدم مطالب تمنى تنفيذها، مُشددًا في الوقت ذاته على أن معدات الصحافة تلفت، وقطع الغيار غير متوفرة، وربما لن يكون الإعلام الفلسطيني في المستقبل غير قادر على العمل بشكل متميز حال أي حدث طارئ، فضلاً عن تراجع الاستثمارات في مجال الإعلام لقلة المخاطرة.

وجدد تأكيده على أهمية وجود تعاون وتوأمة في مجال المسرح والتمثيل وكافة الجوانب الفنية، لوجود أعمال نجحت بغزة، والحث على استئناف حوارات المصالحة، وحث القنوات الإخبارية العربية بشكل يمنح فلسطين المرتبة الأولى، وإطلاق قنوات فلسطينية من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، وإطلاق قناة تنطق بالإنجليزية، وفتح المجال أمام الكوادر الإعلامية الفلسطينية، بما يعزز الرسالة الفلسطينية.

كما دعا أبو شمالة لتقديم تسهيلات معدات بث إذاعي وفضائي عبر المعابر، وتسهيل وخروج المسافرين، وتشجيع الاستثمار في مجالات الإعلام، وتشجيع قنوات عربية لفتح مكاتب بفلسطين وإرسال موفدين، وعمل اتفاقيات لتبادل الخبرات والتوأمة، وتشجيع التواصل الدرامي.

بالإضافة إلى تجميع وأرشفة الانتاجات الفلسطينية وبثها عبر الفضائيات، فضلاً عن تشجيع الفضائيات العربية للتركيز على الحالات الإنسانية، والقنوات الإخبارية، وإجراء برامج حوارية، استضافة الشخصيات والنخب الفلسطينية والحديث عن قضيتنا عبر الشاشات، واستقطاب كتاب فلسطينيين للكتابة بالصحف المصرية، وتشكيل هيئة إعلامية مشتركة تُشرف على كافة التوصيات بشكل عام، وفق أبو شمالة.

المصدر : القاهرة- الوطنية