يحجز الحظ قسطًا كبيرًا من الفكاهة والسخرية السوداوية لدى البشر، منتجًا كمًا من الأمثال الشعبة والطرفة والتندر في مختلف الثقافات العربية والغربية.

واعتاد البشر الوقوف على حسن أو سوء الحظ بأساليب تُوثق في التاريخ والثقافة في مختلف الأماكن والأزمان، فتداول البشر أسماء "سعيد، بشار، حسن، جميل" وأطلقوها على أبنائهم استبشرًا بالحظ ودرئا لسوئه.

وانتشرت في الآونة الأخيرة قوانين "سوء الحظ" والتي يسميها الغرب "قوانين مورفي، Murphy’s Laws"، والمقصود بها: مجموعة من الأمثال الشعبية المنتشرة في الثقافة الغربية تتعلق غالبًا بسوء الحظ وتعبر عن ذلك بشكل خيالي ساخر.

وظهر "قانون مورفي" – القانون الأساسي الذي بُنِيت عليه هذه القوانين – في "قاعدة إدوارد الجوية" في الولايات المتحدة عام 1949م؛ وتمت تسميته نسبة إلى الكابتن "إدوارد مورفي" الذي كان يعمل مهندسا في مشروع عن قياس مدى احتمال الجسم البشري للتباطؤ المفاجئ في السرعة.

وكان أحد الفنيين قد ارتكب غلطة في التوصيلات الكهربية فنهره مورفي قائلا: لو هناك احتمال حدوث خطأ ما فهو سوف يحدث، وكان يقصد أن يشدد عليه في اتخاذ احتياطات السلامة؛ حيث أنه لو كانت هناك نسبة احتمال ضئيلة جدا لوقوع مصيبة، فإن سوء الحظ سيجعل هذا الاحتمال بالذات – الذي لا نلتفت إليه لضآلته – يتحقق.

وسرعان ما تحولت عبارة مورفي إلى قانون بين العاملين، محدثًا ارتفاع معدل السلامة في المشروع، حيث وتبنته وكالة "ناسا" بعد ذلك، وسرعان ما تناولته الصحف والمجلات وقام العديد من المتابعين بإضافة قواعد أو قوانين أخرى على نفس الشاكلة تغلب عليها الكوميديا والتشاؤم الساخر.

ويتلخص قانون مورفي بثلاث نظريات أولها: إذا توفرت الإمكانية لشيء سيء أن يحدث، فسوف يحدث، والثانية: إذا تركت الأمور على عواهنها فسوف تنتقل من سيء إلى أسوأ، والثالثة: يستحيل تحصين أي أمر ضد الأغبياء لأن غباءهم مبدع.

وعقب ذلك زاد الناس والكتاب على هذه القوانين، مضمنين الحياة الاجتماعية بمختلف مجلاتها، جاعلين الموضوع تربة خصبة للغاية للطرفة والتندر الساخر الذي لا يخلو من السوداوية.

المصدر : خاص الوطنية