كشف المختص العسكري الإسرائيلي "عاموس هرئيل" أن إسرائيل لن تقم حتى الآن بتأمين حدودها مع قطاع غزة بالشكل المطلوب، وسط المخاوف من الأنفاق التي أكد أنها مصدر القلق الرئيسي على الحدود.

وقال هرئيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر صباح الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي في منتصف شهر نيسان الماضي بعد اكتشاف أحد الانفاق، صرح أن إسرائيل طورت تكنولوجيا خارقة لمعالجة تهديد الانفاق تستثمر فيها الدولة مبالغ ضخمة.

وقال نتنياهو حينها "استعدادنا في هذا الموضوع منهجي جدا، نحن نخلق نوعًا من الدفاع وقدرة على الاحباط ليست قائمة في أي مكان آخر، وقد فحصنا ذلك".

وأوضح هرئيل أنه رغم مرور أربعة أشهر على ذلك التصريح، إلا أنه لم يحدث حتى الآن وجود الحل الدفاعي على الحدود، إذ لم يحظ حتى الآن على الميزانية، ولم ينطلق المشروع كله وبحجمه الكامل حتى الآن.

وبيّن أن السبب من وراء تأخير تنفيذ الخطة هو خلافات داخلية في الجهاز الأمني، وانتقادات من قبل بعض الجهات التي تعمل في الموضوع، والتي تدعي انه يجب إطلاق مشروع إقامة العائق ويمكن إنهائه خلال أقل من سنة.

يذكر أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت أكد أنه تم نشر حوالي 100 آلية هندسية على امتداد السياج الحدودي في إطار أعمال البحث، وتم منح الأولوية لمعالجة تهديد الأنفاق ضمن خطة عمل جيش الاحتلال للعام 2016.

 وأعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف نفقين هجوميين نفذا للأراضي المحتلة من تحت السياج، رغم وجود أعمال التمشيط التي تشارك فيها حتى الان عشرات الآليات الهندسية التابعة للجهاز الأمني على مدار الساعة تقريبًا.

وبيّن هرئيل أنه لم يتم نشر التفاصيل الكاملة للحل الإسرائيلي الهندسي – التكنولوجي للأنفاق، والجهاز الامني يحاول الحفاظ على "تعتيم حربي"، ولو جزئي/ ويعتمد الحل على إنشاء جدار تحت الأرض بعمق كبير على مقربة من السياج الحدودي مع القطاع، بشكل يسمح بإغلاق الأنفاق.

وذكر أن منظومة الدفاع ستشمل أجهزة استشعار مختلفة الأنواع وستتطلب إعادة بناء جزء من السياج الذي تم ترميمه لآخر مرة في سنوات 2005 -2006، في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وكذلك تعزيز وسائل الرصد والتعقب الميداني.

وقدر مسؤولون فيما يسمى وزارة الأمن تكلفة المشروع تصل بحوالي 2.7 مليار شيكل، بينما موضوع الميزانية يجري بتباطؤ حاليا، وحتى الان تم "تخصيص حوالي 600 مليون شيكل للمشروع، نصفها تقريبا، من ميزانية الجيش، والنصف الآخر من موارد وزارة الأمن.

وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل تمتلك قدرة مثبتة على إقامة الجدران والعوائق، كما اظهرت ذلك بنجاح كبير في بناء السياج على الحدود المصرية، موضحًا أن العنصر المفقود حاليًا هو التنسيق بين المخططات والهدف والجدول الزمني والموارد، "أي اتخاذ قرار سياسي يتم دعمه بعمل منظم من قبل الجهاز الامني لاستكمال المشروع".

وشدد على أنه حاليا وفي ضوء غياب قرار بتنفيذ المشروع، بحجمه الكامل، ستواصل الثغرة الجوفية في العائق حول القطاع، جذب الجناح العسكري لحركة حماس للعمل في المنطقة.

المصدر : هآرتس