يأتي إعلان نتائج الثانوية العامة في كل عام، يحمل معه الكثير من انتظار الأمل، وحصاد نتائج الجد على مدى أعوام طويلة للطلاب وذويهم.

ولنجاح أبناء الشهداء وإخوان الشهداء والأسرى نكهة خاصة، فهي اقتناص للفرح وتحد للحياة، فالآباء غائبون إما تحت الثرى أو خلف قضبان الأسر الإسرائيلي، لكن أبناءهم من خلفهم يتفوقون.

وتربعت على عرش المتفوقات "ندى عادل عوض الله"، حصدت 99 في فرع العلوم الإنسانية، لكن والدها غيبه رصاص الاحتلال مع عمها عماد منذ 18 عاما.

و"محمد التلاحمة" أبدع وتفوق كأشقائه، وحصل على معدل 95.5 في الفرع العلمي،  لكن والده "صالح التلاحمة" لن يحتفل معه، فقد ارتقى شهيدا قبل 13 عاما.

الأسير "محمد حسن عرمان" من سكان بلدة خربثا غرب رام الله، لن يستطيع أن يشارك ابنته "إيمان" تفوقها في الثانوية العامة فرع العلوم الإنسانية، وقد حصلت على معدل 90.4، فعرمان رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس مغيب خلف القضبان منذ سنوات يقضي حكما  بالسجن 36 مؤبدا.

"بشرى" ابنة الشهيد القسامي  "مجد البرغوثي"  90.6 الفرع العلمي ،تفرح اليوم وحدها، ودون والديها، فوالدها اغتالته أداة الحقد الفلسطينية في أقبية سجون الأجهزة الأمنية قبل ثمان سنوات وتحديدا في العام 2008، وتوفيت أمها بعده بقليل.

أما الشهيد كمال أبو طعيمة، والذي قتلته عذابات التحقيق في أقبية الأمن الوقائي في 5/8/2009، لم يحتضن ابنه اليوم أو أن يبارك له، فابنه أحمد يفرح بنجاحه بمعدل 83.4 بالفرع العلمي دون أن يكون والده إلى جانبه، يشد من أزره كما باقي المتفوقين، ويساعده في اختيار تخصصه.

كذلك "نوّار" توأم الشهيدة "كلزار العويوي"، كم تمنت لو تحتفل مع شقيقتها بنجاحهما، وهما التوأمان اللتان ما افترقتا، إلا حينا غطى التراب جسد كلزار بعد تنفيذها عملية طعن قرب المسجد الإبراهيمي في شهر شباط الماضي، حصلت نوار على 81%، لكن كلزار سبقتها بشهادة أرقى وأعلى.

"محيي الدين" نجل  الأسير "زوادي الشلالدة" وأخو الأسيرة "سلسبيل" وابن عم الشهيد "عبدلله"، رغم تلك الحوادث العاصفة في بيتهم خلال عامه الدراسي ، إلا أنه اقتنص معدل  71 في الفرع العلمي، لكنه أيضا احتفل وحيدا فوالده غائب خلف القصبان وأهله في زيارة شقيقته "سلسبيل" في سجن هشارون.

المصدر : الوطنية