أفغدور ليبرمان (بالعبرية: אביגדור ליברמן) ولد بتاريخ 5 يونيو 1958 هو سياسي "إسرائيلي" يميني متطرف"، ترأس منصب ووزير خارجية إسرائيل حكومة بنيامين نتنياهو عام 2009، وهو رئيس  حزب "إسرائيل بيتنا ومرتقب باستلام وزير الجيش الإسرائيلية العام الجاري.

ولد في 5 يونيو 1958 بكيشيناو في مولدافيا، بالاتحاد السوفيتي سابقًا، "روسيا".

لغته الأم حتى عمر 3 أعوام كانت "يديشية" و"ليبرمان" أحد مؤسسي المنتدى الصهيوني لليهود بالاتحاد السوفيتي.

قدم لـ "إسرائيل" في 18 يونيو 1978 وتعلم اللغة العبرية وخدم في جيش الاحتلال لعدة أشهر لفترة زمنية قصيرة لكونه قادم جديد إلى إسرائيل.

وخلال تعليمه تَعَرف على “اّلّاه” القادمة الجديدة من طشقند عاصمة أوزبكستان وتزوجا عام 1981 وسكنوا بالقدس وانتقلوا عام 1988 للسكن في مستوطنة نوكديم المجاورة مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وفي عام 1986 عُين عضوًا في مجلس إدارة الشركة الاقتصادية بالقدس وبعدها وسكرتير نقابة العمال “هيستادروت هاعوفديم هالؤوميت”, ومحرر جريدة “يومان إسرائيلي” التي نشر بها أقواله.

وتواصل في عام 1988 مع بنيامين نتنياهو الذي عاد لـ "إسرائيل" بعد إنهاء مهامه كسفير لإسرائيل في الأمم المتحدة.

ونجح ليبرمان بالدخول في قائمة حزب الليكود وأن يكون عضوًا بالكنيست ورافق نتنياهو لمدة عشرة أعوام.

وبعد انتخاب نتنياهو ليكون رئيس حزب الليكود عام 1992 تم تعيين أفيجدور ليبرمان مدير عام حركة الليكود، بعام 1996 وبعد اختيار بنيامين نتنياهو كرئيس لحكومة الإحتلال.

عُيّن ليبرمان مدير عام ديوان رئاسة الوزراء حتى عام 1997 حيث تخلى عن منصبه وهنالك من يعزو استقالته لفتح ملف تحقيق ضده في الشرطة "تم اغلاق ملف التحقيق فيما بعد بدون أي إدانة ضده".

في عام 1998 تفرغ ليبرمان للأعمال التجارية كشراء مواد خام من دول الشرق وبيعها لدول الغرب وأعمال تجارية ورأس مالية أخرى.

وفي عام 1999 دعا ليبرمان إلى مؤتمر صحافي وأعلن عن إقامته لحزب "إسرائيل بيتنا" وحصل الحزب في العام على 4 مقاعد.

في 15 أكتوبر 2001 قرر ليبرمان وزميله في الحزب "رحبعام زئيفي" ترك الحكومة احتجاجا على تسليم حي أبو سنان بالخليل إلى الفلسطينيين

ساعات قليله قبل بدأ صلاحية الاستقالة قُتل "رحبعام زئيفي" على يد فلسطيني، وبعد ذلك سحب ليبرمان طلب الاستقالة وطلب من أرئيل شارون، لكنه عاد ليستقيل في 14 مارس 2002.

في دورة انتخابات الكنيست ال16 التي بدأت مع تفاقم الانتفاضة الثانية عمل حزب الاتحاد الوطني (هو ناشئ عن اتحاد حزب إسرائيل بيتنا مع حزبان يمينيا أخرىان) على نشر وتثبيت فكرة "الترانسفير" كحل لإنهاء الصراع.

وحاز “الاتحاد الوطني” بهذه الانتخابات على 7 مقاعد ثلاثة منهم بفضل "إسرائيل بيتنا".

بعد الانتخابات عُيّن أفيجدور ليبرمان وزيرا للمواصلات بحكومة أرئيل شارون الثانية لكنه استقال بعد عام ليسمح لصديقه بالحزب “اليعيزر كوهن” أن يستلم هذا المنصب مكانه.

وبتاريخ 4 يناير 2004 تمت إقالة افيجدور ليبرمان مع زميله “بني الون” على يد رئيس الحكومة شارون لنيتهما التصويت ضد برنامج/خطة "الانقطاع" "الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة" لضمان الأغلبية بتصويت الوزراء على خطة الانقطاع حيث تم التصويت عليها بعد يومين.

في نهاية عام 2004 تركت حركة إسرائيل بيتنا “الاتحاد الوطني” وتأقلمت لوحدها بالدورة ال 17 للكنيست، هذه المرة أيد ليبرمان خطة “تبديل الأراضي".

 

في انتخابات الدورة ال17 حصل حزب إسرائيل بيتنا على 11 مقعدا لأنه حصل على دعم جديد من القادمين الجدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

في 30 أكتوبر 2006 قاد ليبرمان الحزب إلى تحالف بقيادة رئيس الحكومة إيهود أولمرت وعُيّن نائب لرئيس الحكومة ووزيرا للشؤون الإستراتيجية.

 انضمام "إسرائيل بيتنا" للحكومة جر ورائه ممانعة من قبل أعضاء حزب العمل وهي عضو بالتحالف، لكن بعد تصويت داخلي في الحزب اِتخذ قرار البقاء في الحكومة.

بعدما أدارت الحكومة الإسرائيلية مفاوضات مع السلطة الفلسطينية أعلن ليبرمان عن انسحاب حزبه من الحكومة بسبب المناقشات مع الفلسطينيين حول القضايا الجوهرية.

 في 16 يناير 2006 انسحب حزب "إسرائيل بيتنا" من الحكومة الإسرائيلية.

بانتخابات الدورة الـ 18 عام 2009 حصل حزب إسرائيل بيتنا على 15 مقعدًا وبات ثالث أكبر حزب في إسرائيل.

في مارس 2009 مع أقامة حكومة الاحتلال الـ 32 برئاسة بنيامين نتنياهو عُيّن ليبرمان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للخارجية وعضوا في مجلس الوزراء الأمني لإسرائيل وأيضاً عضوًا في المطبخ الإسرائيلي.

في عام 2009 دخل في قائمة ال 100 المؤثرين في مجلة تايم الأمريكية الأسبوعية.

في فترت التي شغل فيها منصب وزير الخارجية ازدادت مشاكل إسرائيل بالعلاقات الخارجة سوءا بمجالين اثنين، الأزمة المستمرة بالعلاقات مع تركيا، استمرار اعتراف دولي بدولة فلسطينية حيث قامة أحد دول أمريكا الجنوبية بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود.

ليبرمان ينتمي إلي اليمين المتطرف وله رأي متعصب بالصراع العربي-الإسرائيلي، لكن وعكسا لرأي معظم أتباع اليمين فهو مستعد إن يعترف بدولة فلسطينيه بشروط مُحددة في البداية أيد الترانسفير كحل للصراع العربي-الإسرائيلي ولكن مع اقتراب موعد انتخابات الحكومية عام 2006 عرض اقتراحا لحل الدولتين مع تشديد في مضمون الاقتراح على “تبديل أراضي” لضمان أغلبيه يهودية في دولة إسرائيل.

في عدة مواقف أعرب ليبرمان عن معارضته الشديدة لليسار الإسرائيلي، ففي يوم قَسَم الكنيست الـ 31 طالب ليبرمان بمحاكمة كل عضو كنيست يلتقي بقادة حماس على أساس أنهم عملاء.

من تصريحاته المثيرة، بطرد العرب خارج فلسطين المحتلة، وقصف السد العالي، وإغتيال القادة الفلسطينيين.

أفيغدور ليبرمان، الذي سمع الناس عنه من خلال تصريحاته العنصرية والتهجم على العرب والفلسطينيين، وعلى القيادات العربية الوطنية يحتل اليوم مساحة لا بأس بها من عناوين وسائل الإعلام، ويظهر كلاعب رئيسي على الساحة السياسية الإسرائيلية، بعد أن ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت بكل الاعتبارات الأخلاقية واعتبره طوق نجاته، ولهث خلفه من أجل ضمه إلى ائتلافه الحكومي والحفاظ على وجوده السياسي. ولكنه في نفس الوقت يمنح الشرعية للعنصرية وللعنصريين ويزيد من مساحة تأثيرهم ونفوذهم.

ويدعو ليبرمان إلى تهجير من لا يعتبر أن إسرائيل هي دولة يهودية صهيونية ولا يعتبر النشيد الوطني "هتكفا" نشيده، ويشترط حقوقنا بأداء الخدمة العسكرية.

من نفائسه في التهجم على العرب ورموزهم الوطنية:

قال ليبرمان من على منبر الكنيست، في أول خطاب له في افتتاح الدورة الجديدة، في تاريخ 4/5/2006، إنه "يجب أن نجد حكما للنواب العرب في الكنيست الذين يتعاونون مع العدو ويلتقون قادة حماس."

وأضاف إنه "حتى بعد الحرب العالمية الثانية، أمرت المحكمة في نيرنبرغ بإعدام ليس المجرمين فقط بل المتعاونين أيضا. أتمنى أن يكون هذا مصير المتعاونين المتواجدين في هذا البيت"، في إشارة صريحة الى أعضاء الكنيست العرب.

وتابع: "لقد طلبنا أن تكتب الحكومة في خطوطها العريضة أنه يجب معاقبة المحرضين والمتعاونين مع الإرهاب الذين يجلسون في هذا البيت، وكذلك أولئك الذين ما فتئوا يلتقون حماس وحزب الله ويسافرون الى لبنان والذين رفعوا الأعلام السوداء عند اعلان استقلال دولة اسرائيل وأعتبروه يوم نكبتهم. هؤلاء يجب أن يحاكموا كما يحاكم الارهاب."

وفي تاريخ 22/1/2006 شبه ليبرمان عضو الكنيست عزمي بشارة (التجمع الوطني الديموقراطي) بالرئيس الايراني أحمدي نجاد، بزعم أنه يرفض الإعتراف بوجود دولة إسرائيل وينادي بطرد اليهود منها.

وفي تاريخ 9/3/2004، في خطابه في الكنيست، صرخ ليبرمان، موجها كلامه لأعضاء الكنيست العرب: "أنتم مثل محمد ضيف، تريدون أن تدمروا الدولة، ولكن بتكتيك مختلف. لو كنتم في دولة أخرى لكان مكانكم في السجون.

" وفي شهر أيار 2004، عرض ليبرمان على رئيس الحكومة خطة لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، يقترح وفقها، من ضمن أمور أخرى، طرد 90% من الأقلية الفلسطينية الى الدولة الفلسطينية التي ستقام في الأراضي المحتلة. فحسب رأي ليبرمان، المشكلة المركزية لدولة إسرائيل ليست الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إنما الأقلية الفلسطينية التي تعيش في الدولة.

حينما لا يعتبر التحريض على العرب والفلسطينيين وقادتهم مدعاة لفتح ملفات جنائية ضد مرتكبيها ومعاقبتهم، وحينما يعتبر ليبرمان ظاهرة مقبولة في المجتمع الإسرائيلي بل ويلهث رئيس حكومة إسرائيلية لضمه إلى ائتلافه كي يضفي عليه وعلى برامجه وتصريحاته، الشرعية، وبالمقابل يحاسب العربي على النقطة والفاصلة. فإن هذا يعني أن المؤسسة الإسرائيلية وصلت إلى درجة كبيرة من الانحطاط، وأن الأوضاع تشهد درجة عالية من الخطورة. ولا يبدو أن في الأفق ملامح تغيير ما.

المصدر : الوطنية