أعاد كبار عائلة يونس التي تنحدر من قرية بربرة رسم خيوط نكبة عام 48 وما صاحبها من هجرة تسببت بآلام ومآس كثيرة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل والخارج.
وعادة ما يحيى الفلسطينيون هذه الذكرى في الخامس عشر من مايو من كل عام، وسط تأكيد على حق العودة وعدم التنازل عنه، حاملين معهم مفتاح الدار وما تحتويها من تراث حافظوا عليه.
ويسرد مختار العائلة الحاج عايش عبد الخالق يونس ذكريات قرية بربرة التي تقع إلى الشمال الغربي من قطاع غزة، وتبعد عنه 17 كم ما قبل النكبة بما فيها الحياة اليومية، ومرحلة مقارعة اليهود في عدة معارك.
وكان الحاج عايش يتحدث عن بطولة رجال قرية بربرة والقرى المجاورة في جو أعاد لكبار السن الذكريات الأليمة، وجسد للشباب واقع ما كان يعيشه أجداده في القرية التي كان يعمل معظم سكانها في الزراعة.
وللمكان الذي أعده بعض النشطاء من عائلة يونس في مدينة رفح أثر في استرجاع تلك الذكريات، حيث نصبوا الخيمة التي تجسد مرحلة الهجرة وآلامها والتي حملت شعارات تؤكد على حق العودة، وخريطة لفلسطين ومعلومات عن قرية بربرة، إضافة إلى الثوب الفلسطيني الأصيل، وصور للأجداد اللذين هاجروا من القرية، ونغمات لأغاني تراثية من بينها "بربراوي يا عنب".
وهذه الفعالية هي الأولى من نوعها التي تقيمها العائلة في ذكرى النكبة، حيث حازت على إعجاب الكثير من أبناء العائلة وتمنوا أن تستمر الفعاليات من أجل تذكير الصغار والأطفال بتاريخ العائلة وفلسطين، وأن يبقى متجذراً في عقولهم وأن ينقلوه إلى أبنائهم .
وقال الحاج عايش إن بربرة كانت تنتصر في كل المعارك، حيث حطم مناضليها مع القرى المجاورة في إحدى المعارك مصفحتين وسيارة وجرار كان يتنقل معهم، لافتاً إلى أن السلاح كان ثمنه عالي جداً حيث وصل سعر البندقية نحو 100 جنيه، أي ما يعادل ثمن 10 دونمات من الأرض.
وأضاف " عندما وصل الجيش المصري تنفسنا الصعداء، إلا أن الجيش بعد فترة بدأ ينسحب شيئاً فشيئاً، وحينها اضطررنا إلى الهجرة"، مؤكداً أن بربرة قامت بدورها وأثرت في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتقول كتب التاريخ إن سكان بربرة قاوموا اليهود وانتصروا عليهم في عدة معارك، ثم أجبروا على مغادرة القرية، ولجأ معظمهم إلى قطاع غزة. وقد دمر الاحتلال القرية وأقام في ظاهرها الجنوبي مستعمرة "مفقعيم"
وكانت الأراضي الزراعية تحيط بالقرية من جوانبها كافة وكان عنبها الذي كان يعتبر من أفضل الأعناب في فلسطين يباع في الكثير من بلدات الساحل وقراه، فيما كانت أشجار الفاكهة تتركز في القسم الغربي من القرية والحبوب في القسم الشرقي منها كان ما مجموعه 132 دونما مخصصا للحمضيات والموز و9613 دونما للحبوب و2952 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين وكانت الزراعة في معظمها بعلية.
بدوره، تحدث الحاج عبد الرحمن يونس عن الحياة اليومية في بربرة التي خرج منها بعمر 9 سنوات، مؤكداً أنها كانت أيام خير وعطاء، معرجاً على أحداث النكبة محملاً مسئولية ما جرى للشعب الفلسطيني من نكبة للجيوش العربية التي قال إنها انسحبت دون أن تحقق أي تقدم.
ولم يستطع الحاج أبو أيمن – الذي عمل في جيش الشقيري- أن يكمل ما جرى بعد تنهيدة صاحبها دموع في عينيه على ما آل إليه حالنا وحال الشعب الفلسطيني بعد عشرات من السنوات.
وسرد الحاج أبو نضال يونس الذكريات الجميلة في بربرة التي أكد أن أهلها كانوا من أهل الكرم والجود، وكروم العنب والأشجار والبساتين، مروراً بالهجرة وما بعد الهجرة، مؤكداً أن حق العودة مقدس وأن أحفاده وأحفاد أحفاده سيعودون حتماً إلى قريته.
المصدر : الوطنية