أثار تطبيق قرار إدارة جامعة الأزهر في غزة بمنع أكثر من 2500 طالب غير مسددين للرسوم الفصلية من دخول قاعات الاختبارات النهائية للفصل الجاري جدلًا واسعًا بين الطلاب.

واعتصم الطلاب الممنوعين في ساحات الجامعة صباح الأربعاء، احتجاجًا على القرار الذي وصفوه بـ "الظالم والمجحف، والذي يهضم حقوقهم بالتعليم".

وقال أحد الطلاب الممنوعين من دخول الاختبارات إن الجامعة يجب أن تراعي ظروف الطلاب الاقتصادية الصعبة، مطالبًا الجهات الرسمية في منظمة التحرير بالتدخل لحل الأزمة.

وأضاف أن الاعتصام الذي نظمه الطلاب كان سلميًا وتم فضه من قبل إدارة الجامعة، محذرًا أنه حال طرده من قاعة الامتحان سيقدم على حرق نفسه.

أزمة متكررة

من جهته، قال منسق الشبيبة الفتحاوية عبدالله شاهين لـ الوطنيـة: "إن من واجب جامعة الأزهر وطنياً وأخلاقياً أن توفر التعليم للجميع، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة ".

وأضاف شاهين "الأزمة تتكرر كل فصل، يوجد نحو 600 طالب وطالبة من الحالات الاجتماعية، ويتم فتح صفحاتهم الإلكترونية للتسجيل، ويسمح لهم بدخول الاختبارات بشكل طبيعي"، موضحًا أن العدد ازداد هذا الفصل ليصل إلى 2500 طالب وطالبة، الأمر الذي لا تستطيع الجامعة استيعابه.

وبيّن أنه جرى الاتفاق مع الجامعة مطلع الأسبوع على السماح للطلاب بدخول الاختبارات ليومي الاثنين والثلاثاء، وذلك لإعطائهم الفرصة لتسديد الرسوم، مشيرًا إلى تجدد الأزمة اليوم مع إنهاء المهلة.

وأكد أن الجامعة تعهدت بإعادة الاختبارات بشكل استثنائي للذين منعوا من دخول القاعات يومي الأحد الماضي والأربعاء، كما تعهدت بالتكفل بالحالات الاجتماعية من خلال السماح لهم بدخول الاختبارات بشكل طبيعي.

وبيّن شاهين أن امتناع الطلاب المقتدرين عن التسديد أضر بالطلاب من ذوي الحالات الاجتماعية.

وحمّل شاهين الجامعة مسؤولية الأزمة لعدم تفعيلها مبدأ البحث الاجتماعي وصندوق الطالب المعطل منذ أكثر من ثماني سنوات، داعيًا الطلاب المقتدرين إلى دفع الحد الأدنى من الرسوم (9 ساعات) كآخر فرصة، "حتى لا تحرم ممن يحتاج من حقه من التعليم".

وحذر إدارة الجامعة من طرد أي طالب من قاعات الامتحانات وتفويت كل الفرص من أجل المحافظة على المؤسسة، مضيفًا أن الشبيبة الفتحاوية لن نقف مكتوفة الأيدي تجاه الطلبة".

بدورها، عقبت الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس على الأزمة، مؤكدة أنه من واجب الجامعة السماح للطلبة استكمال امتحاناتهم النهائية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها جميع الشرائح المجتمعية.

وقالت الكتلة الإسلامية في بيان لها إن "السبب الرئيس فيما حصل تتحمله إدارة الجامعة كونها التي لم تتبع معايير البحث الاجتماعي المعمول به في العديد من الجامعات"، داعية جميع الطلبة إلى النزول والتضامن من زملائهم وتحويل هذه القضية إلى قضية رأي عام.

ودعت الكتلة إدارة الجامعة إلى التراجع الفوري عن قرارها "الظالم بحق طلبة الجامعة".

أزمة مالية خانقة

وفي السياق، قال نائب رئيس جامعة الأزهر عليّ النجار لـ الوطنيـة إن الجامعة تمر بأزمة مالية خانقة، حيث وصلت ديونها إلى نحو 30 مليون دولار، في ظل توقف الدعم الحكومي لكل الجامعات منذ نهاية عام 2009، والذي كان يقدر بـ 5 مليون دولار سنويًا.

 وأضاف النجّار أن مصروفات الجامعة الشهرية لشراء وقود المولدات يتجاوز الـ 100 ألف شيقل بالإضافة إلى فواتير الكهرباء، مشيرًا إلى نفاد قرطاسية عقد الامتحانات بشكل كامل.

وأكد أن جامعة الأزهر لكل الفلسطينيين وأنها رائدة وحاضنة دائمة للطلاب، مضيفًا أن هذه الإجراءات لم تكن لتتخذ إلا بسبب الأزمة المالية.

وبيّن أن الطلاب الذين تم منعهم من دخول الاختبارات والذي يقدر عددهم بـ 2500 طالب وطالبة سيتم عقد اختبارات استثنائية لهم عند تسديد الرسوم.

 

 وأوضح أن الجامعة تستثني كل فصل دراسي ما مجموعه 600 حالة اجتماعية، حيث تتكفل برسومهم الدراسية وتسمح لم بالدراسة بشكل كامل وطبيعي.

 

 

المصدر : خاص الوطنية