روت إحدى جرارات عائلة أبو هندي التي قضى ثلاثة من أطفالها جراء اشتعال النيران في منزلهم غرب مدينة غزة مساء أمس الجمعة، تفاصيلًا حول العائلة وعلاقتها معها.

وقالت الجارة لـ الوطنيـة إن والدة الأطفال الثلاثة كانت قد جاءت إليها لطلب شيئًا معينًا ومن ثم غادرت إلى منزلها، وما هي إلا لحظات حتى خرج أحد أبنائها يصرخ "انحرقنا.. انحرقنا".

وبعد ذلك خرجت الجارة وبرفقتها بناتها، حيث سارع رجال الحي لإنقاذ الأطفال وإطفاء الحريق الذي اشتعل بإحدى الغرف بسبب "شمعة".

ورغم محاولة الجيران وشباب المنطقة بإطفاء الحريق، إلا أن النيران ازدادت اشتعالًا بسبب صغر الغرفة التي يعيش بها الأطفال.

وتقول الجارة "الغرفة مشتعلة ووالدة الأطفال تحاول الدخول لإنقاذ أطفالها بعد أن هرمنا ونحن ننتظر الطواقم الطبية والدفاع المدني لإطفاء الحريق وإنقاذ الأطفال الثلاثة".

​وقضى الأطفال الثلاثة هم: يسرى محمد أبو هندي (3 أعوام)، والطفلة رهف محمد أبو هندي (عامان)، والرضيع ناصر محمد أبوهندي (شهران)، بسبب اشعال الشموع بالمنزل في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

بدوره، يقول أحد جيران عائلة أبو هندي الذي شارك في عملية إنقاذ وإطفاء الحريق إنه رغم محاولات والدة الأطفال الدخول إلا أن نساء الحارة استطاعت منع الوالدة من الدخول بسبب حجم النيران المشتعلة وحفاظًا على سلامتها.

متفحمة

وأكملت الجارة رواية ما حد من مأساة لعائلة أبو هندي، بعد انتظار طويل لطواقم الدفاع المدني بادر الشاب وجيران الحي، بنقل المياه عبر "الغالونات" لإطفاء الحريق ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب حجم النيران وضيق المنزل وصغر حجم الطريق المؤدي إلى الغرفة المشتعلة.

وتمكن رجال الحي والمنطقة بعد فترة زمنية من هدم الجدران الخلفية للغرفة، وأخرجوا جثامين الأطفال الثلاثة "متفحمة".

وعن التصريحات الإعلامية التي تحدث أن سبب الحريق هو تسرب لغاز الطهي، أكدت الجارة أن والدة الأطفال لا تملك غاز الطهي في بيتها نهائيًا وأنها تعمل على "البابور".

وتعاني عائلة أبو هندي من أوضاع اقتصادية صعبة جدًا لعدم حصول رب الأسرة على فرصة عمل، وهذا ما منعه من تركيب "ليدات" إضاءة داخل المنزل، حيث يعيش بالمنزل 6 أطفال؛ أكبرهم منهم في الفصل الثاني الابتدائي.

لم يتمالك والد أطفال عائلة أبو هندي اللذين لقوا حتفهم حرقاً الليلة الماضية نفسه أثناء تشييع جثامينهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وألقى اللوم على المسئولين ومن أوصلوا الشعب الفلسطيني لهذه المرحلة.

وقال للوطنية: لا حول ولا قوة إلا بالله.. راحوا ثلاثة من أولادي إيش بدي أقول، منهم لله إللي وصولنا للمرحلة هادي "

وأضاف "هيهم شايفين حالنا وشايفين وضعنا وشايفين حياتنا، منهم لله إلي بأيديهم القرار وساكتين منهم لله إللي وصولنا للمرحلة هادي وساكتين".

المصدر : خاص الوطنية