دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فصائل العمل الوطني والإسلامي لإجتماع طارئ لبحث الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأهالي قطاع غزة، وسبل معالجة هذه الأوضاع، ومواجهة تداعياتها التي تهدد الأمن والسلم المجتمعي. وقالت الجبهة في بيان وصل الوطنيـة نسخة عنه إن قطاع غزة يعاني وضعاً هو الأسوأ منذ العدوان الاسرائيلية الأخير،بالاضافة إلى إستمرار الحصار الظالم، وإغلاق المعابر في ظل تعطيل عملية الإعمار، واستمرار الانقسام المدمر، وعدم قيام حكومة الوفاق الوطني بمهامها المطلوبة، وعدم وجود فرصة حقيقية للبدء في تنفيذ اتفاق المصالحة. وحذرت الجبهة من الحوادث الاخيرة في القطاع  والتي تنذر بعودة مربع الفلتان الأمني من جديد في ظل واقع معيشي لا يطاق لم تعطيه الجهات الرسمية والحكومية أي أهمية رغم خطورته، حيث وصلت نسبة البطالة والفقر والتضخم إلى معدلات قياسية دفعت إلى تنامي الشعور بالإحباط والغضب بين الأهالي. ودعت السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس لضخ الأموال المخصصة لاغاثة قطاع غزة من مأكل ومشرب وأدوية فوراً لكافة  القطاعات الخدماتية والاقتصادية؛ بما يسمح بإدارة عجلة الاقتصاد وتجنيب القطاع وأهله المزيد من المآسي،مطالبة بضرورة توحيد قنوات الإغاثة وتجنيبها تجاذبات طرفي الانقسام لضمان وصولها إلى مستحقيها. وطالبت الجبهة الى التوافق على دعوة وطنية لتخفيض رسوم الدراسية في الجامعات لـ50% من قيمتها الحالية ولمدة عام، نظراً للظرف الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشه سكان القطاع، وتعزيز صندوق الحالات الاجتماعية ليستوعب طلاب أكثر. وناشدت الجبهة وزارة الشئون الاجتماعية لضرورة صرف  مخصصات الشئون للمواطنين الفقراء بشكل شهري، واعتبار هذا الموضوع أولوية في الصرف قبل رواتب الموظفين، ارتباطاً بأن أكثر من 50% من أهالي قطاع غزة لا يوجد لهم دخل مالي سوى هذا المخصص، وإن آلية صرفه كل ثلاث شهور أو تأخيره تحت مبررات الأزمة المالية سيؤدي إلى تفاقم معاناة هؤلاء كما دعت الى تشكيل لجان شعبية من فصائل العمل الوطني والإسلامي يكون دورها تعزيز الثقافة الوطنية ونشر الوعي المجتمعي اتجاه الجريمة ومخاطرها، ومطاردة عصابات الجريمة المنظمة بالتعاون مع الأجهزة الشرطية بالقطاع. وطالبت الجبهة  تشكيل غرفة عمليات مشتركة لفصائل العمل الوطني والإسلامي تتابع ملف الحصار وإعادة الإعمار ومعالجة أزمة الكهرباء، وملفات المصالحة، وان يكون قرار المواجهة مع الاحتلال هو قرار وطني جمعي لا يجوز لأحد التفرد به، كما لا يجوز لأحد التفرد بالقرارات السياسية. ودعت الأونروا والمؤسسات الأهلية وحكومة التوافق بتخصيص موازنة خاصة لتمويل قطاع الشباب والخريجين العاطلين عن العمل، من خلال برنامج مشاريع صغيرة. وأكدت الجبهة الى أن الواقع في قطاع غزة يحمل مخاطر حقيقية سيعرض بيئتنا الداخلية لمشكلات جمة في حال لم يتم مواجهتها، أبرزها محاولات  العدو الاسرائيلي اختراق الجبهة الداخلية لجعل غزة تربة خصبة للجريمة المنظمة والتي لم تشهدها منذ زمن طويل. وأشارت الى  مدى خطورة الأفكار الظلامية على الكثير  من الشباب المحبط في قطاع غزة نتجية الظروف السيئة التي يعشونها مما سيشكّل خطراً حقيقاً على المشروع الوطني الفلسطيني، ومباشراً على قوى المقاومة بغزة.  

المصدر :