أظهرت مجموعة صور تحت عنوان " رحلة إلى إيران" التي التقطها المصور الايراني، حسين فاطمي، المقيم في الولايات المتحدة، وجها آخر من المجتمع الإيراني الذي يعيش القسم الأكبر منه حياة محافظة في الظاهر، والقسم الآخر يعيش حياة منفتحة ومنحلة أحيانا، في السر، ووراء الأبواب المغلقة.
وتكشف هذه الصور القادمة من العاصمة طهران ومناطق إيرانية أخرى، حجم الفوارق الطبقية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في أوساط المجتمع الإيراني.
كما تبين الصور التناقض الكبير بين سلوكيات المجتمع الديني المحافظ والمتمسك بالتقاليد، وبين الحياة السرية والصاخبة للأجيال الجديدة ولشرائح أخرى تمارس نمط حياتها وهواياتها تحت الأرض.
وترصد بعض الصور ظاهرة عدم التزام الفتيات بالحجاب الذي تفرضه السلطات في البلاد، من خلال شرطة الآداب ولجان الأمر المعروف والنهي عن المنكر، حيث تنتشر الموضة والأزياء الحديثة الممنوعة التي تعتبرها السلطات غير محتشمة ومخلة بالآداب العامة.
كما تظهر صور أخرى تحدي الشباب للقوانين في مختلف المجالات، سواء بعزف الموسيقى في صالات تحت الأرض، أو دور للأزياء في أماكن سرية، أو رجال يعملون في صالونات حلاقة نسائية، أو مقاهه تحت الأرض لتعاطي الشيشة وغيرها.
وتركز الصور على قيام الشباب بأعمال مخالفة للقانون قد يعاقبون عليها بالسجن والغرامة، إلا أن الواقع يؤكد أن القمع والكبت والحرمان يؤدي إلى تحدي القانون وانتهاك المحرمات.
وتظهر الصور فتيات في حالة سكر خلال حفلة مختلطة، رغم أن الاختلاط محظور قانونا، إلّا أن الكثير من الإيرانيين ، يقيمون الحفلات الراقصة في منازلهم.
كما تبين الصور ممارسة الفتيات لأنواع الرياضة، والتدريب في مختلف الصالات الرياضية، وحتى لعب البلياردو في قاعات مخصصة للرجال.
ويحاول المصور حسين فاطمي أن يكشف الجانب الخفي عن الوجه الآخر لحياة الشباب الإيرانيين من خلال مقارنة نمط الحياة التقليدي بواقع الحياة السرية.
ومن هذا المنطلق تسجل صور فاطمي، جوانب الحياة التقليدية للشرائح المحافظة أيضا، حيث رصد فتاة محجبة تؤدي الصلاة، وإلى جانبها فتاة أخرى تستنشق المخدرات.
كما بدت في الصور عوائل ضحايا الحرب العراقية الايرانية أثناء أداء طقوس ديني مثل قراءة الفاتحة أو زيارة قبور الموتى.
وترصد إحدى الصور طقسا دينيا للصابئة المندائيين من أتباع النبي يحيى، وهم يقومون بغسل في مياه نهر كارون في مدينة الأهواز.
المصدر : وكالات
