قال الرئيس محمود عباس، إنه إذا حصل السلام  فإن كل الدول العربية والإسلامية دون استثناء حسب المبادرة العربية للسلام ستعترف بدولة إسرائيل وتطبع علاقاته معها.

وأضاف الرئيس خلال استقباله يوم أمس بمقر الرئاسة برام الله وفد أبناء الطائفة الدرزية "بني معروف" برئاسة الشيخ زيدان العشطه:" أنتم في مكانكم تشكلون رسل سلام، ونحن نريدكم رسل سلام بين الدولة التي تنتمون إليها، وبين القوم الذين تنتمون إليهم، لذلك هناك أمورا كثيرة نستطيع أن نفعلها معا للوصول إلى السلام المنشود من قبل الجميع".

وأكد أن السلام هو الهدف الأعز والأمثل عند شعبه، وأن هناك من لا يريد السلام ويؤجج الحرب هنا وهناك، مبيناً أن شعبه رفع شعار السلام ونبذ شعار العنف والإرهاب، بحسب ما نقلته وكالة وفا الفلسطينية.

وشدد على الإسراع في بناء السلام على أرض فلسطين، بالإضافة إلى إيجاد حل أمثل وسهل بأن عيش الفلسطينيون والإسرائيليون في دولتين تعيشان جنباً لجنب بسلام واستقرار، " لأننا نريد لأبنائنا وأحفادنا أن يعشوا حياة طبيعة طيبة مزدهرة"، وفق قوله.

وتابع الرئيس عباس :"نمد أيدينا للسلام، ونعرف أن هناك من لا يريد السلام ويرفض اليد الممدودة، ولكن ستبقى هذه اليد الممدودة حتى نحقق السلام حتى لو تأخر، لذلك يجب أن لا نفقد الأمل، وأن نعمل في بلدنا وأن نتأمل لمستقبلنا، وأن نصمد وأن نصبر، وعندما نقول نصمد نتعلم منكم (بني معروف) لأنكم صمدتم في بلدكم وتشبثتم بأرضكم، ولم تستمعوا لنداءات الآخرين التي كانت تقول اخرجوا، وهذا ما سنفعله".

وتساءل :" من يستطيع أن ينكر هذا الكلام، فما الذي يمنع أن نحقق السلام فوراً وليس غدا؟، فماذا ننتظر، مزيدا من الدم؟، نحن لا نريد سفك دم أي إنسان، مهما كان دينه أو عرقه، ولا نريد قطرة دم أن تسيل من طفل أو شيخ أو امرأة، بل نريد الحياة الطبيعية، ألا يحق لنا هذا".

وأوضح أنه هذه اللقاءات التي يعقدها مع أبناء الطائفة الدرزية تحمل رسالة واحدة وهي السلام، داعياً الطرف الآخر والجميع للعيش مع الشعب الفلسطيني بأمن واستقرار، كما قال.

وتابع بالقول :" إذا تحقق السلام هنا انتهت الحرب هناك، وستسحب الذريعة من كل من يحاول التذرع بفلسطين وقضيتها ليمارس الإرهاب والقتل، لذلك مهمتنا مقدسة جميعا، ويجب أن نعمل عليها فورا، ونحن قادرون على جلب السلام إلى أهلنا وشعبنا، فما الذي يمنع".

وأضاف: " نحن لسنا ضد اليهودية، بل نحن ضد من يحتل أرضنا، فليخرج، أما اليهودية فليس معها أي مشكلة، فنحن أصحاب كتاب أيضا، هذه هي سياستنا وهذا ما نحن مقبلون عليه، ونحن وإياكم واحد لا نقبل القسمة، واختلاف الجنسيات لا يفرق بيننا، بل نحن نبقى كلنا عرب ومسلمون وموحدون وكلنا فلسطينيون يجب أن نحمي هذه المشاريع".

وقدم الرئيس التعازي لبني معروف بوفاة ابن الطائفة الدرزية منير عمار الذي توفي قبل أيام.

كلمة الطائفة الدرزية

من جهته، قال الشيخ زيدان: "نثمن مواقف الرئيس عباس، وزيارتنا اليوم هي اعتراف بقيادته الحكيمة وكيفية معالجة الآلام والحروب وبناء المستقبل".

وأضاف: "الرئيس عباس اليوم هو غاندي العرب، ونحن نعلن بأننا ضد العنف وضد الاستيطان وضد مصادرة الأرض، وعلينا كقوى سلام أن نعمل على تخفيف المآسي والويلات، ونثق بقيادة الرئيس عباس وحكمته".

المصدر : الوطنية