طالب الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله المملكة الأردنية بتقديم تفسير عن سبب التعقيدات الكبيرة في منح سكان قطاع غزة تصريح عبور " عدم ممانعة" عبر أراضيها.

ويقول في مقال نشرته صحيفة "الأيام" المحلية الأحد : " منذ أشهر بدأ الغزيون يشتكون من عدم الحصول على تلك الممانعة أغلبهم طبعا لا يقصد الأردن سوى عابر كممر إجباري للانطلاق نحو دول أخرى فهي لا تمثل لهم سوى ممر سريع، ومع ذلك توقفت الدولة الأردنية عن تقديمها لدى هؤلاء الذين لا ذنب لهم سوى أن فصائلهم فشلت في تقسيم تركة السلطة وأوصلتهم إلى هذا الحد من الإهانة".

وأضاف " ليس لدى الأردن أي مبرر لإغلاق بوابة العبور أمام هؤلاء الناس، فالمكاتب في غزة تستقبل الطلبات الإنسانية الملحة للطلاب والمرضى والتجار وغيرهم لكن الردود معلقة بما يعبر عن سياسة جديدة بحاجة إلى تفسير أو أن تشرح المملكة لماذا تراجعت عن الإجراءات المتبعة، وخصوصا أن أيا من مسافري القطاع حتى الآن لم يشكل مساسا بالدولة الأردنية أو بالأمن القومي الأردني وحتى إن حدث تصرف فردي هذا لا يعني أن تقوم الدولة بعملية عقاب جماعي".

وتابع " الأمر الثاني أن القلة القليلة جدا التي تحتاج الأردن ممرا تكون قد وصلت عبر معبر إيرز الإسرائيلي أي بعد السماح لها من قبل إسرائيل، هذا بعد أن تكون إسرائيل قد قامت بعملية فحص وفلترة دقيقة وبعد التأكد من أنه لا من داعش ولا من أي من الفصائل الفلسطينية، فالمخابرات الإسرائيلية تتابع كل فرد في قطاع غزة ولا تعطي تصاريح إلا لقلة قليلة بعد عذاب طويل لا تشكل خطرا على أحد والأردن تعرف ذلك".

وبين أن " المشكلة أن هناك طلابا يلتحقون بجامعاتهم وهناك تجار لم يعد لديهم منفذ سوى الأردن، وهناك مرضى ينتظرون موتهم ماذا يمكن أن يقال لهؤلاء ؟ وما هو مبرر منع المرور عبر المملكة الأردنية ؟ وهي التي فتحت أراضيها منذ سبعة عقود للفلسطينيين واستمرت خلال تلك العقود الطويلة تقدم ما يكفي من التسهيلات سواء للمقيمين أو للعابرين بل وذهبت أبعد في احتضان الفلسطينيين حيث تسامت على أحداث أيلول التي شكلت نقطة سوداء في تاريخ العلاقة المشتركة بين الشعبين".

وتساءل عطا الله عن دور السلطة الفلسطينية وسفارتنا في عمان في رعاية مصالح الناس، وتابع " هنا ربما يسأل أيضا عن دور السلطة في رعاية مصالح الناس فهذا الإجراء قد بدأ منذ أشهر ولدينا سفارة في عمان تمثل كل الفلسطينيين أينما كانوا والعلاقة الفلسطينية الأردنية هي علاقة مميزة لم يحدث ما يستدعي اتخاذ إجراء يمس بجزء من الشعب الفلسطيني ولم تقدم السلطة الفلسطينية أيضا تفسيراً لمن تقطعت بهم السبل من غزيين خرجوا ويخشون العودة ومثلهم يريد الخروج ولا يستطيع، ماذا لدى وزارة الخارجية الفلسطينية في هذا الملف؟ سؤال كبير لا بد وأن يقدم إجابته الدكتور رياض المالكي".

وقال : " إلى أن يتم إيجاد حل لمعبر رفح الذي أغلقته المغامرة الفلسطينية وإلى حين أن تشعر حركة حماس بحجم المأساة التي تسببتها بالسيطرة على المعبر بطرد السلطة من مكاتبه يأمل الغزيون من الأردن أن تستمر بتقديم تلك التسهيلات  فلا ذنب لهم في كل ما حدث ويحدث من فشل فلسطيني، فهم ليسوا أكثر من ضحية لمغامرات الفصائل هم لا يريدون سوى المرور لمدة ساعة للمطار، فلتتبع إجراءات ترحيل من وإلى المطار".

وشدد على أن سكان قطاع غزة هم رعايا السلطة الوطنية بغض النظر عن الانقسام، " وعليها أن تجد ممرا إنسانيا آمنا لهم،  وعلى حركة حماس أن تتحمل مسؤوليتها وتعيد قراءة تجربة السنوات التسع من الإغلاق الذي تسببت به، الأمر بحاجة إلى حل وبدل مناشدة الدول علينا تحميل المسؤولية لصاحب المسؤولية ومطالبته بالحل .. وإلى حين ذلك يأمل الناس هنا من المملكة الأردنية أن تتراجع عن الإجراءات التي اتخذتها".

المصدر : الوطنية