يروي والد الطفلة سلامة الطميزي تفاصيل الاعتداء على طفلته في إحدى حضانات مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مشيراً إلى أن رجل أمن يعمل في جهاز الشرطة وهو الرقيب سامح راضي، قام فور سماعه  صراخا في الشقة المجاورة لشقته في بلدة بيتونيا في محافظة رام الله والبيرة بالوصول بتقديم الإسعاف للرضيعة وحملها إلى خارج الشقة وصولاً إلى المستشفى.

ونقلت وكالة "وفا" عن والد الطفلة أن ابنته تعرضت للطعن على يد شاب يبلغ من العام 25 عاما، وهو ابن صاحبة الحضانة المنزلية، وذلك بسبب تشاجره مع والدته في وقت سابق صباح اليوم أثناء قيامها بإرضاع الطفلة جنا في المرحلة الأولى، وعاد بعد أن أكملت رضاعتها ووضعتها في مهدها إلى المطبخ واستل سكينا وذبح الطفلة جنا في رقبتها.

ويوضح سلامه أنه لولا لطف الله وتدخل رجل الأمن الذي يقطن في ذات البناية لتوفيت الطفلة نظرا للجروح التي أصيبت بها والتي طالت الأوردة الرئيسية في الرقبة، وأن وضع طفلته ما يزال غير مستقر وهي في قسم العناية  بالمستشفى البحريني للأطفال بمجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله.

وطالب سلامه بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني الذي أقدم على الاعتداء على رضيعته التي لم تكمل عامها الأول، وقال إنه بعد أن بحث عن وضع الشاب القاتل تبين أنه قد ترك عمله منذ شهر وهو يجلس منذ ذلك الحين في البيت، وأنه اعتزل الخروج من المنزل بشكل مفاجئ ما يشير إلى وجود مشاكل لديه، وقد اعتقلته الشرطة وهو يخضع للتحقيق حاليا.

ويعمل والد الرضيعة سلامة طميزي مدرسا في رام الله، وكذلك تعمل زوجته في مدرسة أخرى أيضا، وقالا أنهما وضعا طفلتهما في الحضانة منذ عشرة أيام فقط.

بدوره، سرد رجل الشرطة راضي تفاصيل ما جرى معه، وقال  : " استيقظت من نومي عل صوت صراخ سيدة ونزلت ووجدت جارتنا وقد خرجت مع الطفلة من شقتها والطفلة تنزف.. فكرت مباشرة في إنقاذ الطفلة وأخذتها وتوجهت بأسرع ما يمكن بلباس النوم بسيارة خاصة لقسم الطوارئ حيث تم تقديم الإسعافات اللازمة لها، وذلك بالتزامن مع إبلاغ عمليات الشرطة بالحادث والتي وصلت فورا للمكان لإنقاذ الأطفال الآخرين وإلقاء القبض على الجاني".

ويضيفف " صُدمت عندما شاهدت طفلة رضيعة مضرجة بدمائها، وعملت فورا على إغلاق الجرح وتوجهت بها للمستشفى وبقيت هناك لحين تم إجراء عملية جراحية لها لعلاج رقبتها التي جرحت من الوريد الى الوريد، حيث كان البلعوم مقطوعا والشريانين مقطوعين والحمد الله أنني تمكنت من أداء واجبي في الوقت والزمان المناسبين".

وشدد على أن هذه الحادثة أصعب ما مر عليه في عمله الشرطي، " فالمنظر لطفلة متخبطة بدمائها لم يكن سهلا رغم ان عملي يوجد فيه الكثير من  صدمات، ورغم الصدمة تمكنت من تدارك الأمور وعمل ما هو صحيح لإنقاذ الطفلة".

ويشير الشرطي راضي الى أن العناية الإلهية وحدها ربما حالت دون اعتداء الجاني على أطفال رضّع آخرين تواجدوا في الحضانة المنزلية، وأن أولوياته كانت إنقاذ الطفلة وحماية الأطفال الأخرين الموجودين في البيت/ الحضانة.

وفي وقت لاحق، عاد وزير الصحة د. جواد عواد ووزير التربية والتعليم د. صبري صيدم الطفلة الرضيعة التي تم الإعتداء عليها في حضانة برام الله حيث إطمأن الوزيران على صحة الطفلة الرضيعة والتي ترقد في قسم العناية المكثفة بمجمع فلسطين الطبي.

المصدر : وكالات