لم تكتمل فرحة المواطن كمال عواجة (50 عامًا) بالحصول على كرفان يأويه مع عائلته بعد أن جرفته السيول وهو وعائلته داخله في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأعادت لحظات سقوط الكرفان لعائلة عواجة ومحاولة الجميع النجاة بروحه من انجراف التربة مشهد الهروب من نيران الاحتلال خلال العدوان. وحاول عواجة وبعض من رفاقه سد الثغرات التي أحدثتها المياه، إلا أن جميع المحاولات بائت بالفشل، ولم يستطيعوا السيطرة على حجم الأمطار المتدفقة. ويعاني الألاف من أصحاب البيوت المدمرة من ضعف البيوت المتنقلة، وعدم قدرتها على حمايتهم في الأمطار الغزيرة التي تسقط على القطاع. ويشدد عواجة على أن المنخفض الجوي كشف هشاشة "الكرفان" وعدم تحمله وضعف المواد الخام المكون منها، محملاً مسئولية سقوطه على وزارة الأشغال العامة والإسكان والمؤسسات التي قدمته والمصنعين. وتعد حادثة سقوط "الكرفان" هي الأولى من نوعها. ولم يتوقف الخمسيني عن التفكير لحظة بالطريقة التي سيستخدمها لحماية أطفاله الصغار وأسرته بعد سقوط الكرفان عليهم، مشيراً إلى أنه حصل عليه بصعوبة بالغة وبعد مناشدة عشرات الجمعيات والمؤسسات. وأدى انجراف التربة في منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا إلى سقوط "الكرفان" على رؤوس ساكنيه من الأطفال والنساء والرجال. وتحاول وفاء عواجة زوجة كمال مع أطفالها إخراج مستلزماتها اليومية المهمة من البيت المتنقل استعدادا للبحث عن مكان آخر للمبيت فيه. وحذرت عواجة كافة المواطنين والمتضررين المقيمين في البيوت المتنقلة من سقوطها، مطالبة إياهم بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر. وترى بأن صعوبة الأوضاع المالية وعدم قدرة زوجها على استئجار منزل لهم أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت العائلة للرضى بشكل مؤقت العيش بالكرفان.

المصدر :