أكد الشيخ الفلسطيني المثير للجدل محمود جودة، أنه أسس "جماعة المسلمين" منتصف الثمانينيّات بسبب الاعتراضات والمآخذ على الأحزاب والجماعات التي كانت موجودة مثل "جماعة الإخوان المسلمين" و"حزب التحرير الإسلاميّ". وقال جودة خلال حوار مع صحيفة "المونيتور" إن كل الجماعات الدينية مسيسة "شئنا أم أبينا"، موضحًا أنه وصل استنتاج بعد عقدين ونصف من الزمن على إنشاء الجماعة، ومن خلال التجربة الطويلة والنظرة إلى الإيجابيّات والسلبيّات، خرجت بنتيجة أنّ العمل الحزبيّ قاتل للدين والواقع والحياة ومدمّر لحقيقة ما نريد. وأضاف أنه يتبع نهجًا للمقاربة بين السنة والشيعة، مؤكدًا أن ذلك ليس بالسهل بسبب عمق الخلاف وتجذّره منذ قرون من خلال الموروثين الفكريّين المتعارضين، وآراؤهما واجتهاداتهما وسلوكيّاتهما. وكشف عن وجود "مؤسّسات عالميّة قويّة جدّاً تموّل مشروع الزيادة من الفرقة والاختلاف إلى درجة الاقتتال وتدعمه وتسعى إليه، وهذا ما هو ملموس في الواقع"، مشيرًا إلى أنه ينادي بمشروع مناهض ومعاكس لهذا المشروع العالميّ، ولذلك هو ممنوع من السفر خارج غزة من قبل مصر وإسرائيل. وعن حادثة المقطع المصور الذي ظهر خلاله مع أشخاص يتبنون الفكر الشيعي بشكل واضع في غزة، قال جودة "كان هذا الفيديو كميناً لي، فقد دعيت إلى لقاء، وفوجئت أثناء اللقاء بقيام أحد الأشخاص بتوزيع هذه الشعارات، وبعد ثلاث دقائق هاجمتنا الشرطة وضربتنا".

"كمين شيعي"

وبين أنه لا يعرف معظم هؤلاء الأشخاص، "لكنّني لا أشكّ فمن دعاني إلى اللقاء، وهناك من استغلّ اللقاء لتنفيذ هذا الكمين، قائلأً "تسنّني أو تشيّعي هما إرساء لقواعد التفرّق والتنازع والهزيمة وترسيخاً لها، فأنا لست شيعيّاً أو سنّياً أو أنتمي إلى أيّ مذهب، فأنا أدعو كلّ الناس إلى أن يتركوا هذا التفرّق وما نتج عنه من مذهبيّات ويلتزموا بالإسلام". والشيخ جودة من مواليد العام 1960، وعاش في مخيّم رفح للّاجئين، ودرس الدراسات الإسلاميّة الشرعيّة في جامعة أم القرى في مكة بالمملكة العربية السعودية، حيث أسّس وقاد في العام 1985 جماعة دينية اسمها "جماعة المسلمين" وعرفت بين المواطنين باسم "التكفير والهجرة"، كان يعمل من خلالها في العمل الدعوي والديني بعيدًا عن السياسة. وسُجن مرّات عدة أوّلها من قبل المصريين أثناء عودته من إيران في بداية الثمانينات التي سافر إليها وفق قوله ليتعلّم ويطّلع على بعض المذاهب الإسلامية الشيعية مثل الاثني عشرية. وأصبح أخيراً محلّ نقاش الصحافة الفلسطينيّة والإسرائيليّة، فعمامته السوداء التي يلبسها تشبه العمامة التي يلبسها المسلمين الشيعة، أطلق عليها البعض اسم "عمامة الخميني" نسبةً إلى رجل الدين الشيعي والسياسي الإيراني "روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني".

المصدر :