تُوفي الكاتب الصحفي المصري ي محمد حسنين هيكل، الأربعاء، عن عمر ناهز 93 عامًا. وتدهورت حالته الصحية بعد أن أجرى عدة فحوصات وأشعة طبية كونه يعاني فشلا كلويا، استلزم إجراء عملية غسيل كلى أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي. ولد هيكل في  23 سبتمبر 1923 في قرية باسوس احدى قرى محافظة القليوبية، وبدأ مشواره الصحفي عام 1942، والتي استمرت على مدار 74 عاماً عاش خلالهم بين دهاليز الرؤساء مؤثرا بأفكاره ومواقفه. وإلى جانب العمل الصحفى شارك هيكل فى الحياة السياسية حيث تولى منصب وزير الإرشاد القومى عام 1970، وفى عام 1956 اعتذر هيكل في المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام، إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمده 17 عاماً، كما بدأ عام 1957 في كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان "بصراحة"، والذى انتظم في كتابته حتى عام 1994. وأنشأ مجموعة من المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، بالإضافة إلى مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. رحل عبد الناصر وظل هيكل قريبا من الرئاسة في عهد السادات فكتب العديد من الخطابات التي ألقاها الرئيس السادات أمام البرلمان، لكن سرعان ما اختلفا، فنشر السادات قرارًا في الصحف يوم 2 فبراير 1974 بأن يُنقل هيكل من رئاسة تحرير الأهرام إلى قصر عابدين كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه هيكل وجعله يقول عبارته الشهيرة التي تصدرت عناوين الصحف حينها "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي...وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي". كما اختلف هيكل مع السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر وشن حملة شرسة على الرئيس السادات بأنه ينحرف عن مسار ناصر، حتى وصل الأمر ليكون هيكل هو الاسم الثانى فى قائمة ضمت أكثر من 1000 اسم صدرت بحقهم أوامر اعتقال في سبتمبر 1981. جاء حسنى مبارك وتولى حكم مصر عام 1981 وبادر بالإفراج عن كل المعتقلين فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بينهم هيكل،ودعاه إلى قصر الرئاسة ودار حديث بينهما امتد لـ 6 ساعات متواصلة. ووفقا لما أورده هيكل في كتاب "مبارك من المنصة إلى الميدان"، وأعلن هيكل عن تأييده الشخصى لمبارك فى البداية، ودعا كل المواطنين لمساندته لينجح فى أداء مهمته بنجاح. وفى عام 2002 بدأت علاقة هيكل بمبارك تتوتر بعدما ألقى الأخير محاضرة فى الجامعة الأمريكية قال فيها "إن السلطة شاخت فى مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية"، وقد سبق هذا موقف اخر عندما جرى تمرير القانون 93 لسنة 1995 لنقابة الصحفيين وقتها وجه رسالته القوية للنظام، قال فيها: "إن هذا القانون فى ظني يعكس سلطة شاخت فى مواقعها وهى تشعر أن الحوادث قد تجاوزتها". كما استعان الرئيس الأسبق محمد مرسى، بالكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل للاستماع عن تصوراته للمشهد السياسي حيث عقد مرسى لقاء بينه و بين هيكل استغرق حوالى 100 دقيقة شهد مناقشات بين الجانبين حول الأوضاع الراهنة الدخلية والخارجية ،كما استقبل المستشار عدلى محمود منصور خلال تولية رئاسة الجمهورية فى المرحلة الانتقالية ،الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، للاستماع إلى رؤيته حول التطورات الداخلية والخارجية، اما بالنسبة عن علاقته بالرئيس السيسى بدات فى مارس ٢٠١٠ عندما تولى السيسى رئاسة المخابرات الحربية،وانحاز الاستاذ إلى ترشيح السيسى لرئاسة الجمهورية، عقب سقوط حكم الاخوان وكان هو من سماه بـ"مرشح الضرورة".

المصدر :