أكد الصحافي الفلسطيني المختص بالشأن الإسرائيلي ناصر اللحام أن جبهة غزة كادت تتصدر العناوين بسبب ذعر المستوطنين من حفر الأنفاق ليتضح أن وسائل الإعلام الإسرائيلية استندت إلى "تقرير واحد للمراسلة ايلا حسون نيشر" كاد يجر كل المنطقة لحرب. وذكر اللحام في مقال له أن وزراء حكومة نتانياهو هاجوا وخرج قادة الاحزاب الصهيونية بمؤتمرات صحفية في تل أبيب يدعون إلى الحرب وانجر وراءهم العسكريون والامنيون. ووصف اللحام التقرير بـ "الغبي" الذي كاد يفتعل حربًا تدميرية وأن ما بثه التلفزيون الإسرائيلي كان صوت مولّدات الكهرباء وليس صوت آلات الحفر التحت أرضي . وشدد على أن  الغريب في الصحافة الإسرائيلية خاصة، أن أي صاحب هوى صار ينشر أي تقرير ويحرّض على العنصرية والحرب والقتل والانتقام والذبح والتفجير والتدمير دون حسيب أو رقيب، ولن تجد أي عاقل أو أية جهة سياسية أو أمنية أو نقابية تسأل هذه المحطة أو هذا التلفزيون أن يثبت مهنية تقريره  . وقال إنه وبعيدًا عن تحريض الصحافة العنصرية، يبدو أن الأشهر القادمة ستشهد تواصلًا لعمليات الانتفاضة التلقائية، ولكنها لن تؤدي إلى تدمير السلطة أو الهجوم على حماس، وستكتفي الاطراف بمواصلة الكراهية والشتم ... وليس أكثر . من جهة ثانية، شدد اللحام على أن العالم لن يسمح لإسرائيل بخوض حروب مماثلة لتلك التي وقعت في السنوات العشر الأخيرة على لبنان، وغزة، ورام الله، حيث لا يسمح الظرف الاقليمي والعالمي لأي دولة بدخول حروب على حسابها في أي مكان. ويأتي ذلك بعد كبح جماح الحرب بين روسيا وتركيا على خلفية اسقاط طائرة حربية روسية على الحدود السورية التركية، وفي ظل المعارضة الدولية لحرب السعودية اليمن، وما جرى في السودان. وشدد على أن الحروب صارت ماركة احتكارية للدول الكبرى تقررها وفق أجندات متفق عليها ومواعيد مرسومة وأهداف محدودة يقصد بها ايقاع أكبر الأذى ولا يسعى من خلالها إلى الحسم الكامل . وأضاف أن الولايات المتحدة بصفتها صاحب الاحتكار الحصري في حروب الشرق الأوسط، فتحت جروحًا كبيرة وقامت بعمليات عسكرية واسعة في العراق وأفغانستان وليبيا، ولكنها تركت الجرح مفتوحًا ولم تقفل مكان العملية ما ترك النزيف دافقا في كل منطقة اعتدت عليها . وأوضح اللحام أن مشاركة شرطي فلسطيني بعمليات الانتفاضة كاد يقضي على أجهزة الامن الفلسطينية، مشيرًا إلى أن من تابع الصحافة العبرية وكيف تم نشر صورة الشرطي الفلسطيني بلباسه العسكري والتعليقات العنصرية عليها كان يعرف ماذا سيحدث، وبالفعل فرضت إسرائيل طوقًا عسكريًا على رام الله والبيرة وكاد الرئيس محمود عباس يفقد سلطته من جراء ذلك.    

المصدر :