قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن حزب الله اللبناني يحاول مجدداً التوسط بين إيران وحركة حماس، في محاولة للوصول إلى اتفاق يضمن تطبيع العلاقات من جديد، بعدما فشلت المحاولات الإيرانية الأخيرة في إقناع حماس بإعلان موقف مؤيد لها ضد السعودية، مقابل عودة العلاقات والدعم المالي الكامل. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن تلك المصادر الخميس أن حزب الله يسعى إلى عقد لقاءات في بيروت بين مسؤولين من حماس ومسؤولين إيرانيين لتجاوز الأزمة. وأكدت المصادر أن قيادات من حزب الله بينها نائب رئيس الحزب نعيم قاسم، وجهوا الدعوة لعضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق لزيارة لبنان بهدف لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، بينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني، يوجدون باستمرار في بيروت، للتنسيق مع الحزب بشأن العمليات الحالية في سوريا. وبحسب المصادر أيضًا، فإن أبو مرزوق قد يتوجه فعلاً إلى بيروت، لكن من دون موعد محدد حتى الآن، وقالت إن أي موعد للقاء قادة حزب الله أو مسؤولين إيرانيين، وما سيتم بحثه تحديدًا والمطالب التي سيحددها كل جانب لإحياء الاتصالات وإعادة العلاقات بينهما، ما زالت غير واضحة. واختار حزب الله دعوة أبو مرزوق تحديدًا، لأنه خاض في لبنان نقاشات كثيرة مع مسؤولين إيرانيين لرأب الصدع، مما سمح بمد جسور جديدة بين طهران وحماس بعدما كانت العلاقات انقطعت تمامًا بعد موقف حماس من سوريا. وبحسب المصادر نفسها، فإن أبو مرزوق ليس في عجلة من أمره، هذه المرة، خصوصًا بعد قرار حماس بتجنب الدخول في تحالفات في المنطقة، وخصوصًا ضد العالم السني. وتأتي محاولات حزب الله الجديدة، في ظل استمرار الخلافات بين إيران والسعودية، ومحاولات إيران استقطاب مواقف سنية إلى صفها، خصوصًا بعدما فشلت في إقناع حماس بذلك، بعد لقاءات جرت في طهران نفسها، بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وممثل حماس هناك خالد القدومي. وكانت إيران أوقفت، في السابق، الدعم عن حركة حماس بسبب الموقف من سوريا، وأوقفت، لاحقًا، الدعم عن الجهاد الإسلامي بسبب الموقف من الحرب في اليمن، وفق الصحيفة. وقالت المصادر إن حماس معنية بالتواصل مع كل الأطراف وبنسج علاقات جيدة مع الجميع بما في ذلك إيران، ولكن ليس ضمن تحالفات، مؤكدة أن هذا الكلام سينقله أبو مرزوق لمضيفيه في لبنان وللمسؤولين الإيرانيين الذين سيلتقيهم. وبحسب المصادر، فإن أبو مرزوق سينقل موقف حماس المرحب بأي علاقات ودعم مالي غير مشروط بأي موقف جديد من سوريا أو أي موقف من السعودية، أو حتى مساند لإيران، وأي مواقف مشروطة أخرى. ويعتقد أن اللقاء سيتم في لبنان بعد عقد لقاءات بين مسؤولين من حركة فتح وحماس بداية الشهر المقبل في قطر، في محاولة للوصول إلى اتفاق مصالحة يشتمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات شاملة خلال 3 شهور.

المصدر :