يقف الشاب بلال شامية (26 عامًا) بجانب "ستاند" حديدي يعرض عليه مجموعة من الأقراص المدمجة "الاسطوانات" المحتوية على دروس تعليمة. وتقدم هذه "الاسطوانات" التي يعرضها الشاب شامية للبيع على مفترق الجامعات وسط غزة شرحاً مفصلاً للمواد الدراسية والبرامج التي يتم تدرسيها لطلاب الجامعات والكليات التعليمة في غزة. ويعد شامية هذا "الستاند" الحديدي مشروعه الصغير الذي أطلقه تحت مسمى "تعلم واحترف" بعدما فقد الأمل في الحصول على فرصة عمل في ظل الواقع الاقتصادي الصعب وانتشار البطالة في غزة. ويجلس شامية خلف جهاز حاسبه بشكل يومي، ويبدأ بإنجاز دروس تعليمية جديدة ليعرضها ضمن مجموعة الأقراص المدمجة. ويعرض مجموعة من البرامج التي انتهى من تسجيلها كـ" برامج التصميم و المونتاج و الصوت و برامج 3D و أخرى هندسية و برامج الرسم الفني و البرمجة بأنواعها ولغات كالإنجليزية وبرامج "ICDL. ويقول شامية لـ"الوطنيـة" إنه تخرج عام 2011، ولم يحظى بفرصة عمل كباقي الآلاف من الخريجين، فتوج إلى مؤسسة لتدعمه بتحقيق المشروع. وأضاف " بعدما توجهت إلى المؤسسات لعرض فكرة المشروع "تعلم واحترف"، لم أجد أي نتيجة أو ترحيب من قبل هذه المؤسسات، فقررت تطبيق المشروع على أرض الواقع بالمال الذي قمت بادخاره سابقاً". ويساعد المشروع بشكل كبير على تطوير الطالب ذاتيًا في بيته، إذا كان لديه ضعفاً في أحد البرامج الذي درسها في الجامعة أو الكلية. ويعمل شامية على تعريف الطلاب بمحتويات ستانده عن طريق، شرح ما تحتويه الاسطوانات من ميزات التعليم الذاتي للمارة من طلاب الجامعات والكليات. ويؤكد شامية أن الدروس التعليمة التي يقدمها للطالب تثقل بشكل كبير على الخبرات لدى الطالب وتساعده على احتراف البرامج التي درسها بالجامعة في وقت قصير. وعن الصعوبات التي يواجها شامية بشكل يومي، يقول إن انقطاع التيار الكهربائي يعتبر عائق كبير يقف أمام إنجازه هذه الاقراص. ولم تتوقف الصعوبات التي تواجه شامية عند أزمة الكهرباء فقط، بل يرى أن ارتفاع "إيجار" المحلات أحد الأسباب الرئيسي التي جعلته يقف بالشارع وقرب الجامعات. ويسعى الشاب شامية جاهدًا من أجل توفير مكان مناسب ليتم تشغيل فريق مبدع في التصميم و الإنتاج و الترجمة للفيديو التعليمي. ويسوق شامية لمشروعه عن طريق الإعلانات الممولة لصفحة المشروع عبر موقع "الفيس بوك"  إضافة إلى التسويق عن طريق المطبوعات الورقية والستاند الترويجي الذي يحمل اسم "تعلم واحترف"

المصدر :