أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح الأربعاء عن نيتها طرح مبادرة جديدة لحل أزمة معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر والعالم. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر إن الحل الأساسي لأزمة معبر رفح بالتوافق الوطني على ادارة المعبر بعيداً عن التجاذبات السياسية. وأضاف مزهر في مهرجان انطلاقة الجبهة 48 في غزة "  لا يعقل أن يبقى 2 مليون فلسطيني في سجن كبير ورهينة للمنقسمين، ونحن والعديد من القوى بصدد طرح مبادرة جديدة لفتح معبر رفح بشكل دائم، وعلى الجميع الاستجابة لها". وشارك الآلاف من عناصر الجبهة الشعبية في مهرجان الانطلاقة، حيث ازدانت بأعلام فلسطين ومصر وسوريا وفنزويلا وإيران ورايات الجبهة الشعبية وحزب الله وصور الشهداء والأسرى على وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية وهتافات حماسية، ورفعت فيها الشعارات الوطنية التي تحمل مضامين التأكيد على الثوابت الوطنية والوحدة الوطنية، وتصعيد الانتفاضة والمواجهة ضد الاحتلال، والوفاء لدماء الشهداء والمضي على دربهم. واستذكر مزهر في كلمته" قادة الجبهة الذين صنعوا مجدها وتاريخها وقدموا مثلاً في التضحية والانتماء ونظافة اليد والعمل الوحدوي، وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الوطن والشعب منهم الدكتور المؤسس جورج حبش، أبوعلي مصطفى، الرفيق أحمد سعدات، جيفارا غزة، وديع حداد، غسا كنفاني، أبوماهر اليماني، حمدي مطر، باسل الكبيسي، ربحي حداد، صابر محي الدين، أبو صالح الأسدي، شادية أبو غزالة، وقافلة طويلة من الرفاق العرب والأممين". وأكد مزهر في كلمته على مجموعة من الحقائق أفرزتها الانتفاضة المتصاعدة، أولها أنها جسدت وحدة الوطن والإرادة والدم، وثانيها بأنها أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية بعد التهميش المتعمد، وثالثها بأن المظاهر العفوية لهذه الانتفاضة التي جاءت بعد تراكمات واعتداءات أعطاها مساحة للاستمرارية والتحليق بعيداً وعالياً عن كل سياسات الانقسام، وجماعات المصالح وادواتها. ووجه مزهر رسالة لما أسماهم بـ " الواهمين بالحل التسووي والمشروع الأمريكي واللجنة الرباعية والأجندات الخارجية"، قائلاً لهم :" لقد خاب فألكم فالانتفاضة مستمرة ولن يستطيع أحد إيقافها، وهي الكفيلة بتحطيم عربدة الاحتلال وإجباره على التسليم بحقوقنا". أما الحقيقة الرابعة، فأكد مزهر بأن الانتفاضة كشفت الجانب الإبداعي الكفاحي للشباب الفلسطيني الذين فرضوا من خلاله إرادة شعبنا على قياداته، ليطوي من خلالها وإلى الأبد عهد التسوية والمراهنة عليها. أما الحقيقة الخامسة، فشدد على أن الانتفاضة ستستمر بوتائرها رغم محاولات إجهاضها، والانشغال بالصراع على كعكة السلطة، موجهاً رسالة للمنقسمين" كفى رهاناً خاسراً على السلطة وراهنوا على شعبكم". أما في الحقيقة السادسة، فأكد مزهر بأن الانتفاضة حمت المجتمع الفلسطيني من آفة الفكر التكفيري الذين تم صناعته وتمويله غربياً ومن قبل الرجعية العربية لنشر تعاليم الحقد والكراهية والقتل والظلامية. أما الحقيقة السابعة، بين أن الانقسام شكّل عاملاً سلبياً يلقي بظلاله السوداء على انتفاضة شعبنا، في ظل استمرار القيادة الفلسطينية المتنفذة بسياسة التفرد والتلكؤ في تنفيذ الاتفاقات والقرارات الوطنية، والمماطلة في عقد الإطار القيادي المؤقت، والمراوغة في عقد مجلس وطني توحيدي جديد، وفي ظل استمرار الأوضاع المأساوية في القطاع والأزمات المستمرة فيها من كهرباء ومياه ومعبر رفح وفرض ضرائب وآتاوات وبطالة وفقر ومشكلة خريجين. ودعا مزهر في كلمته لضرورة تنفيذ مجموعة من الخطوات من أجال تصعيد الانتفاضة وتجذيرها حتى لا يستطيع أحد اقتلاها، داعياً للوقوف بجدية أمام القيادة المتنفذة من أجل تنفيذ قرارات الاجتماع الوطني، ومن بينها عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، ليكون بمثابة لجنة تحضيرية لتشكيل مجلس وطني توحيدي جديد، ينهي الانقسام ويقطع كلياً مع أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية والسياسية. كما طالب بتوفير مجموعة من الركائز السياسية والميدانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعنوية للانتفاضة، ومن بينها تشكيل قيادة وطنية موحدة، ومواجهة كل مشاريع الإجهاض والاحتواء ومحاولة تدجين وتذويب الانتفاضة، وتحويلها من خطوة تكتيكية ومن مقاومة شعبية شاملة إلى مقاومة سلمية.

المصدر :