أكد وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أن حكومة التوافق الوطني غير قادرة على تحقيق الدمج بين مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كونها حكومة غير سياسية كان مقرر لها أن تدوم لـ 6 شهور، بينما هي مستمرة حتى الآن.

وقال الحساينة خلال حوار خاص مع الوطنيـة، إن توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية الآن متروك للقيادات السياسية في حركتي حماس وفتح، بينما وزراء الحكومة غير مسؤولين عن ذلك، لأن هذه المهام تزيد من الأعباء على الحكومة، ولا يمكن إنجازها دون توحد القيادة السياسية.

وشدد أن الحكومة الحالية ليس لديها أسرار، وليس لديها ما تخفيه عن أحد، داعيًا الجميع للتنصت عليه، قائلًا إنه ليس لديه أي مشكلة في ذلك.

وزارة الأشغال

وأوضح الحساينة أنه رغم كل التحديات التي تواجهها وزارة الأشغال في إنجاز أعمالها، إلا أنها حققت إنجازات، في ظل اضطرارها إلى فتح ملف إعادة الإعمار المجهد والمكلف في قطاع غزة، وترك ملف تطوير البنية التحتية، الذي كان مقرر في الضفة الغربية والقطاع.

وأضاف أن التحديات كبيرة، حيث حملت الحكومة موروثات 17 حكومة سابقة على مختلف الأصعدة، من ضمنها إعادة إعمار 150,000 وحدة سكنة مدمرة.

وأشار إلى أن الحكومة سعت بعد إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، لعقد مؤتمر دولي باستضافة جمهورية مصر لإعادة الإعمار، ونجحت في حصر البلدان المساعدة في مدة 40 يومًا فقط، حيث تعهدت هذه الدول بملغ 5.4 مليار دولار لإعادة الإعمار، لكن هذه الأموال لم تصل للحكومة.

وعن أجواء العمل داخل الوزارة التي معظم موظفيها تم تعيينهم خلال حكومة غزة السابقة، قال الحساينة إنه "بالنسبة لي أنا أعمل من فوق الطاولة، حتى عندما استقبل مكالمة هاتفية أقوم بتشغيل السماعة الخارجية ليسمعني الجميع، وليس لدي أسرار".

وتابع أن "معظم الموظفين في وزارته كفاءات، وأنه لا يتعامل معهم بحسب الانتماء السياسي، إنما بحسب عمله وديناميكية العمل، وما هو المنتج، مؤكدًا أنه "ليس من السهل العمل في مؤسسة لم يتقاضَ أحد راتبه، ونحاول أن نعمل جاهدين رغم كل الظروف".

وأضاف أنه لا يؤمن بـ "تمحور العمل بمركزية الأوامر، نعم يكون هناك مركزية، لكن بوجود فريق يعمل بتعاون داخل المؤسسة أو الشركة أو الوزارة.

تبرعات مشبوهة

أما عن تأثير حالة الانقسام على العمل، أكد أنه أدار وزارة الأشغال لمدةتسعة شهور من خلال الهاتف، ولم يواجه أية إشكاليات خلال هذه الفترة.

وعن عن محاولات الاستفادة من عملية الإعمار ماديًا، قال الحساينة أن أفرادًا وليس تنظيمات عرضوا جلب تبرعات للوزارة، لكن بإعطائهم نسبة منها، مؤكدًا أنهم تلقوا الرفض، وأن كل ما يعرض للوزارة يعرض على مجلس الوزراء للمصادقة عليه.

وأضاف أنه تم التوضيح لهؤلاء الأفراد أنهم يبحثون عن أبواب مغلقة، وإذا تم عرض ذلك أو ما يشبه ذلك "سأتخذ إجراءات قانونية من قبل الحكومة، وسأقوم بالرد على كل طرف يبحث عن امتصاص دماء الشعب الفلسطيني".

العلاقة بالعائلة

وأوضح الحساينة أن عائلته تعرضت لظلم منذ توليه منصبه، حيث اختلفت أوقات رؤيته لوالديه وزوجته وأولاده من ناحية النوعية والمدة، مضيفًا كنت أرى الوالد والوالدة يوميًا ولعدة ساعات، أما الآن قد يمر أكثر من يومين دون اللقاء بهما، أما بالنسبة لطفله الصغير، يقول الحساينة إنه يراه وهو نائم أو أثناء توجهه للمدرسة. وأضاف أنه قد حرم أيضًا من زيارته لبناته المتزوجات بسبب ضيق الوقت، على عكس ما اعتاد عليه سابقًا بالزيارة الدورية، واصطحابهم لنزهة أو وجبة غداء. وفيما يلي نص الحوار بالكامل: _ منذ عام ونصف من توليك منصب وزير الأشغال في حكومة التوافق الوطني ما مدى تقييمك لهذا المنصب  ؟ منذ اليوم الأول للحكومة تراكمت الجهود والمسؤوليات خاصة بعد الحرب على  غزة، وبرغم تلك التحديات والصعوبات لم نتوقف على الرغم من حجم الدمار الكبير جدًا، وبدأنا بفتح ملف إعادة إعمار وليس تطوير، والذي يعد أكثر جهد وتكلفة. - حدثنا التجربة الشخصية في الانتقال من رجل أعمال إلى وزير أشغال ؟ التحديات كانت كبيرة، خاصة أن حكومة الوفاق حملت موروثات 17 حكومة سابقة على صعيد الإعمار والتعليم والصحة. وبدأت الحكومة تسعى لعقد مؤتمر دولي باستضافة جمهورية مصر العربية، وقد نجحت في حصر البلدان المساعدة في مدة 40 يومًا، مقدمين كتاب رسمي بإحصائية المبلغ المطلوب لإعادة الاعمار، حيث وعدت هذه الدول بمبلغ 5.4 مليار دولار، ولم تصل هذه الأموال. _ من ضمن مهام حكومة الوفاق، توحيد المؤسسات الحكومية مع الضفة وغزة، بعد 9 أعوام من الانقسام، هل حققتم ذلك ؟ نعم هناك ملف للمصالحة الاجتماعية والانتخابات وتوحيد المؤسسات الوطنية، فمع استمرار الانقسام أدى ذلك إلى شرخ كبير وعميق، حيث لا تستطيع حكومة الوفاق السيطرة بدون توحيد القيادات السياسية على صعيد فتح وحماس لإصلاح قضية الموظفين ودمج المؤسسات. _ هل حكومة الوحدة الوطنية تستطيع أن تنجز ما عجزت عنه حكومة الوفاق الوطني  ؟ السبب المعرقل ليس الحكومة، بل الخلاف السياسي بين القيادة الفلسطينية، نحن نملك العديد من القضايا التي تخص جميع الوزارات المتاحة التي تحتاج إلى دمج هذه المؤسسات. _ من أين اكتسب الوزير الحساينة الشهرة ومعرفة الناس ؟ شعبنا يقدر من يتعب ويسعى لأداء المصلحة العامة، وبعد مرورنا من العدوان الأخير الذي عملت خلاله كمواطن أشعر وأتعايش مع آلامهم، فالشعب الفلسطيني يقدر ويحترم من يشعر به ويقف بجانبه، ويعمل تجاه الشعب وليس تجاه السيطرة على كرسي أو منصب معين. _ ما هي كواليس توليك المنصب  ؟ كنت أعد نفسي لرحلة العمل إلى أمريكا باصطحاب العائلة، اتصلت بي سكرتيرة من الرئاسة وطلبت مني أن أتوجه إلى معبر ايرز لاستمرار الإجراءات وحلف اليمين أمام الرئيس. _ تم تشكيل الحكومة في وقت الانقسام، أريد معرفة تأثيره، هل تعرضت لصدامات مع شخصيات فتحاوية أو حمساوية ؟ أدرت الوزارة عبر الهاتف لمدة تسعة شهور ليلا نهاراً، تواصلنا مع الوكيل ومع الفئة العليا ومع كل الموظفين المعنين بالعمل اليومي بالوزارة، ولم نواجه أي إعجاز بحمد الله، وكنت أدير جميع مسؤولياتي من مكتبي هذا وفي مجمل ذلك الأمور المالية. وكما تفضلت، فحماس هي من تدير غزة، وفي الضفة الغربية فتح، ولكن يعني أنا أقول دائما أتينا إلى مرحلة وكلفنا من القيادة الفلسطينية، هذه أمانه كبيرة. أول يوم اجتمعت به مع الفئات المختلفة بالوزارة قلت لهم جميعًا ولجميع الموظفين، وأعلن الآن أمام الإعلام من يريد الشيخ أحمد ياسين فليضعه معه حتى في غرفة نومه، ومن يريد القيادي أبو عمار فيضعه معه ومن يريد أحد القيادات الأخرى يضعه معه، ولكن نحن موظفين نحمل أمانه ونقول لكل موظف أنت عليك أن تتحدث بما هو انتاجك. _ بدون ذكر أشخاص هل كان هناك صدامات في الضفة أو في غزة؟ والله حقيقة لم يكن هناك أي صدامات في الضفة ولا حتى في غزة، وأنا ممن يداعبون الناس بالنوع السياسي، ومن يؤمن بأن يأخذ الإنسان باللين أفضل من أن يأخذ بالشدة في كل قضية. _  كيف تعمل أجواء الوزراء وكل الموظفين من تعيين حماس ؟ معظم موظفينا كفاءات،  وأنا تعاملت من منطلق الكفاءة وليس التنظيم. _ بخلاف موضوع الأسمنت هل هناك فئات ترغب بأن تستفيد من موضوع الاعمار؟ تنظيمات لا لم أُقابل، لكن أفراد عرضوا بأن يمكن التبرع ببعض التبرعات المالية لكن من خلال وزارة الأشغال، لكن لهم نسبة من هذا، لكنهم قوبلوا بالرفض. كل ما يعرض على الوزارة يعرض على مجلس الوزراء ويصادق عليه، وأوضحنا لهم أنهم يبحثون عن أبواب مغلقة، وإذا تم عرض ذلك أو ما يشبه ذلك أنا سأتخذ إجراءات قانونية. _ المواطنون يشتكون من  عدم عدالة التعويض بما يتعلق بالإعمار من أسمنت وغيره ؟ باختصار موضوع الإنصاف نحن كوزارة الأشغال والأوقاف قمنا بتقييم ونظمنا مؤسسات المجتمع الدولي من وكالة UNDP، وكلها تعمل تحت مظلة وزارة الأشغال، وهذا لم يحصل في تاريخ أي حكومة فلسطينية، بل في حكومة الوفاق، ولم يكن هناك أي انحياز لكن وجد بعض الأخطاء بالنظام، وتم تعديلها فيما بعد.

المصدر :