قال عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن القيادة الفلسطينية بصدد تبني "جداول زمنية" لتنفيذ خطواتها على صعيد إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل من ضمنها تعليق الاتفاقيات السياسية والامنية والاقتصادية. وأكد المجدلاني في تصريحات صحفية أن اللجنة السياسية المشكلة من عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ستجتمع على مدار الأيام الثلاثة المقبلة لتحديد جداول زمنية للخطوات المذكورة. وأوضح أن هذه الجداول الزمنية ستحدد أولوية الخطوات التي ستنفذها القيادة الفلسطينية بشكل متواز، فيما يتعلق بإمكانية تعلي الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية. وأضاف أنه سيتم كذلك وضع جداول زمنية وآليات تنفيذ لتكثيف التحرك الفلسطيني على المستوى الدولي في مواجهة إسرائيل بما في ذلك التوجه إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس السبت عقب اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله  عن بدء التحضير لعرض عدد من مشاريع القرارات بشأن قضايا الصراع مع إسرائيل على مجلس الأمن. وقالت اللجنة في بيان وصل لـ"الوطنيـة" نسخة عنه إن هذه القضايا حول "القدس والاستيطان وإرهاب المستوطنين، وما يمارس من جرائم حرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وإنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني". وذكرت اللجنة أنها كلفت اللجنة السياسية التابعة لها بوضع آليات تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني المتخذة في شهر مارس الماضي، وبما يشمل تحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع "سلطة الاحتلال" إسرائيل. وسبق أن قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الخامس من شهر مارس الماضي وقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل والعمل بالاتفاقيات الموقعة معها. وأكد مجدلاني أن تعليمات صدرت أمس للبعثات الفلسطينية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والقانونية والتحضير لخطوات القيادة الفلسطينية المقبلة. وشدد على أنه سيتم التوجه بعدة مشاريع قرارات فلسطينية على مجلس الأمن "رغم إدراكنا أن الفيتو الأمريكي جاهز لإحباط أي مسعى فلسطيني ضد إسرائيل". وذكر أنه بالتوازي مع طرح مشاريع القرارات على مجلس الأمن سيتم التحرك على صعيد الجمعية العامة للأمم المتحدة للدعوة لعقد اجتماعات خاصة لبحث القضايا الفلسطينية. وتأتي هذه التحركات الفلسطينية في ظل استمرار موجة الاستهداف الاسرائيلي للشعب الفلسطيني حيث انه منذ بدء الهبة الشعبية قتل 114 فلسطينيا بينهم 25 طفلا و5 سيدات. إلى ذلك، اعتبر مجدلاني أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في الأراضي الفلسطينية، وذلك تعليقا على تحذير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية. وقال مجدلاني إن "أفاق وإمكانيات انهيار السلطة الفلسطينية هي نتيجة لسياسات إسرائيل وتراكم عدوانها وإجراءاتها التي لم تكن لتتم من دون الرعاية الأمريكية الحاصلة منذ عدة سنوات لإسرائيل". وأضاف أن "كيري عندما يحذر من انهيار السلطة فإنه يحذر إسرائيل من تحمل العواقب في ضوء حدوث ذلك لأن إسرائيل ستجد نفسها أمام إشكالية تحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال وهو ما لا تريده الإدارة الأمريكية". وأكد أن "انعدام أي أفق سياسي للحل لدى الإدارة الأمريكية وطرح كيري اشتراطات تحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية التهدئة والتصعيد الحاصل بما ينفي أي مسؤولية لإسرائيل زاد الوضع تدهورا". ورأى أن الإدارة الأمريكية "يهمها فقط حاليا الحفاظ على الوضع القائم حتى تمرر الانتخابات الرئاسية المقبلة من دون أي إشكاليات جراء تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية وهو أمر مرفوض فلسطينيا ولا يمكن قبوله".

المصدر :