أبدى مزارعوا محصول التوت الأرضي في قطاع غزة، عدم تفاؤلهم تجاه إمكانية تحقيق المحصول عائدات مجزية هذا الموسم خصوصاً بعد قرار الجانب الإسرائيلي بمنع تسويق منتجات قطاع غزة في الضفة الغربية. وجاء قرار السلطات الإسرائيلية بالتزامن مع عدم إبداء الشركة الإسرائيلية الوسيطة والمختصة بتصدير محصول التوت الأرضي إلى السوق الأوروبية، أي رغبة في تحديد سعر المنتج للمزارعين المصدرين غبرها إلى السوق الاوروبية. وكشف رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية أحمد الشافعي، ان اجتماع عقد بين مجموعة من مزارعي "التوت الأرضي" وبين الشركة الإسرائيلية المعروفة بإسم "عرابا"، حيث عقد اللقاء في مقر الشركة الخميس الماضي لبحث ترتيبات تصدير المحصول إلى السوق الأوروبية. ونقلت " الأيام" عن الشافعي أنه لمس حالة من عدم الاهتمام لدى الشركة لاستقبال وتسويق المحصول إلى اوروبا كما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الاجتماع عقد بحضور مسؤول الزراعة لدى الجانب الإسرائيلي في معبر بيت حانون "أوري مدار" ومنسق وزارة الزراعة في غزة طلعت التلولي، بالإضافة إلى القائمين على شركة «عرابا» الذين طالبوا المزارعين بمراعاة توفر الجودة العالية للتوت الأرضي دون أن يعرضوا تسعيرة له، أو أن يبدوا استعداداً للتصدير بحجة انخفاض سعر اليورو. وأضاف أن الشركة رفضت أن تقدم عرض سعر، او تحديد تسعيرة تقديرية كما كان عليه في السنوات الماضية، حيث كانت تزود المزارعين بالأسعار التقريبية بمعدل مرتين أسبوعياً خلال فترة التصدير. وقال الشافعي "لدينا في قطاع غزة  قرابة 950 دونماً مزروعة بالتوت الأرضي وتطالبنا إدارة الشركة بإنتاج متميز وجودة عالية دون ان تقدم أي ضمانات حول الأسعار". وتابع "أبلغنا ممثل وزارة الزراعة الإسرائيلية أنه ليس هناك قرار حتى الآن يقضي بالسماح بتسويق انتاج غزة من التوت الأرضي في سوق الضفة الغربية بذريعة التخوف من إمكانية تهريب كميات من هذا المنتوج الى السوق الإسرائيلية". ونوه الشافعي الى أن كمية التوت الأرضي التي تم تسويقها العام الماضي في الضفة بلغت نحو 150 طناً وما تم تصديره الى أوروبا بلغ نحو 70 طناً، لافتاً الى أنه من المفترض البدء بالتصدير للموسم الحالي مع مطلع شهر ديسمبر المقبل كحد أقصى لاسيما وأن الكمية المتوفرة لهذا الموسم تقدر بأضعاف الكميات التي صدرت العام الماضي. وقال إن المزارعين تقدموا بمطالبة الجانب الإسرائيلي باتخاذ التسهيلات اللازمة على معبر كرم ابو سالم بما يكفل نقل المنتجات الزراعية خاصة من التوت الأرضي دون المس بجودتها، حيث أن تحميل وتنزيل صناديق الفراولة أكثر من مرة وتركها لفترة معرضة للشمس أو الأمطار يتسبب بخفض مستوى جودتها. وشدد على ضرورة التعامل مع الجانب الإسرائيلي بالمثل حيث يستقبل سوق قطاع غزة يوميا نحو مائة طن من الفواكه والخضار وسائر المنتجات الزراعية الإسرائيلية وبالتالي لابد ان يسمح لمنتجات القطاع بدخول السوق الإسرائيلية أسوة بمبدأ التبادلية في العلاقة التجارية. واستهجن الشافعي في هذا السياق أن يسمح الجانب الإسرائيلي بتصدير التوت الأرضي الى السوق الأردنية ومنه إلى الأسواق الخارجية في الوقت الذي يمنع نقله الى سوق الضفة الغربية.

المصدر :