أكد مختصون وباحثون اليوم الأربعاء إن الاحتلال الاسرائيلي رفع وتيرة انتهاكاته واعتقالاته بحق الأسرى الأطفال . وأوضح البحاثون خلال ندوه حوارية بعنوان " ملاك الخطيب نموذجًا" عُقدت في مدينة غزة أن واقع الأسرى في سجون الاحتلال بالغ الصعوبة والتعقيد. وشدد المختصون على ضرورة الإسراع بتقديم مايقوم به الاحتلال بحق الأطفال إلى المؤسسات الدولية والمنظمات العربية والدولية لتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية. وقال مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس إن: "التغاضي هذه الجرائم يشكل جريمةً، وبالتالي نحن نتحدث عن جرائم مركبة تمارس بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال". وأوضح يونس أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من ممارسات بحق الشعب الفلسطيني لاسيما شريحة الأسرى يستوجب اشتباكاً سياسياً وقانونياً، منوهاً إلى أن الظروف القائمة في المعتقلات تناقض قواعد القانون الدولي. ورأى أن هنالك تقصيراً قائماً بعدم القدرة على تبييض السجون من الأسرى، لافتًا إلى أهمية الخروج من ذلك نحو عمل منظم يؤدي إلى نتائج عملية. وأشار عصام يونس إلى نقطة هامة وهي أن القضاء الإسرائيلي يقاطع الضحية، ويوفر غطاءً لمن يرتكب من جرائم ضد المعتقلين، مبيّناً "إن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي يجب أن يتم باستخدام أدواتنا وهوامشنا، فالنتائج لا تتحقق بالضربة القاضية". من جانبه، بين مدير التدريب في برنامج غزة للصحة النفسية سمير زقوت الآثار النفسية والإجتماعية لاختطاف الأطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح إن الاحتلال كسر القواعد التي وضعها علماء النفس للطفل والتي تقوم على ثلاث فرضيات، الأولى هو أن الطفل محبوب من المحيطين به، الثانية أن الطفل يعرف أن من يحيطون به يستطيعون حمايته، والثالثة هو أن الطفل يدرك أن هذا العالم فيه نظام وقانون يحمي الأطفال. وأشار زقوت إلى دراسة علمية أجراها برنامج غزة للصحة النفسية على 1323 طفلاً، أظهرت نتائجها أنهم جميعاً تعرضوا لصدمات، ووجد أن لهؤلاء مشكلات في التركيز، الشك في الآخرين، التبول اللا إرادي، فضلًا عن تصرفات جسمية أو نفسية أو أسرية أو مدرسية. من ناحيته، أشار المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إلى أن "ملاك" لم تكن الطفلة الوحيدة التي يزج بها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أن اعتقالها يندرج في سياق سياسة إسرائيلية غير معلنة تستهدف الطفولة الفلسطينية، وتسعى لتشويه واقعها وتوظف كل امكانياتها وأجهزتها القمعية لتدمير مستقبلها وبين فروانة أن الاحتلال اعتقل أكثر من 10 آلاف طفل منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر/ أيلول عام 2000، فيما صعدت من استهدافها لهم خلال السنوات الـ 4 الماضية لتعتقل خلالها نحو 3755 طفلاً. بمعدل يزيد عن 930 طفلاً في كل عام. ودعا إلى توثيق حالات الاعتقال والتنكيل بالأطفال وترجمتها إلى جميع اللغات، لكي يعرف كل العالم أن شعبنا يتعرض لعملية إبادة واختطاف. ونوه إلى أن 90% من الأبحاث عن التعذيب والحروب، تتحدث عن أسر اليهود على يد النازيين في الحرب العالمية الثانية، وتقول معظمها إن "الإسرائيليين ضحايا للإرهاب"

المصدر :