قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي المفصول عن حركة "فتح" محمد دحلان إنه لا يجوز الحديث تسعة سنوات عن الماضي. وأكد دحلان خلال برنامج "أوراق فلسطينية" الذي يبث عبر قناة الغد العربي ويقدمه الإعلامي الفلسطيني سيف الدين شاهين "يجب أن نتفرغ سنة واحدة من أجل المستقبل، متوحدين تعمُنا وتُعانقنا روح ياسر عرفات الذي بدأ حياته ونهاها من أجل فلسطين". وأضاف أن "ما بيننا وبين حماس كان بحر من الدماء"، هل نستسلم للماضي ؟، أم نعتبر الماضي درسا للمستقبل من أجل أن لا يتكرر الماضي ؟". وشدد دحلان على ضرورة  دراسة الماضي من أجل الاستفادة من دروسه، حتى لا تتكرر تلك الأخطاء. وأعلن النائب بالتشريعي  عن إطلاقه مبادرة لإعادة النظر في كل الأخطاء السابقة التي واجهت القضية الفلسطينية، وهدفها إعادة اللحمة الداخلية على أسس وطنية وسياسية ثابتة. ودعا دحلان، حركة المقاومة الإسلامية حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات لإعادة النظر في كل الأخطاء السابقة، والعمل لإعادة اللحمة الداخلية على اسس وطنية وسياسية ثابتة حتى نستطيع الخروج من الحديث عن الماضية والاتهامات"، على حد قول دحلان. ولفت دحلان إلى أن تجربته خلال السنوات الماضية علمته أن يرى الصورة أكبر وأشمل وأن الوطن أكبر من الأشخاص وأن فلسطين أكبر من الجميع، على حد تعبيره. وكشف دحلان في مقابلته، عن جهود يبذلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بهدف تقوية حركة فتح، وإعادة الوحدة الوطنية". وأشار إلى أن القيادة المصرية لديها فهم وطني تجاه فلسطين بضرورة تقوية حركة فتح في ظل هذا الوضع الخطير الذي يمر فيه قطاع غزة و تنتهك فيه الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقال دحلان أنه سيبذل كل جهد مطلوب منه من أجل انجاح هذه المهمة، وسيلتزم بما يتم تقديمه من مقترحات في هذا المجال، "لأنه اختلفنا بما يكفي واختصمنا بما يكفي واختلفنا مع حماس بما يكفي"، على حد تعبيره. وأضاف "فتح بيتي مهما تعرضت من الظلم فيها من أحد، من أي كان، هذا ظلم يمر مرور الكرام، الزمن كفيل بمسحه"، مؤكداً أن بيته ومأواه وأصدقائه في حركة فتح، ولا يستطيع أن ينسلخ عن هذا التاريخ لأنه لا يوجد بديل له. وأكد دحلان أن تلك اللغة التصالحية التسامحية ليست عاطفية. وقال: "من لا يحركه ما يجري في غزة والضفة والقدس هو ليس فلسطيني، و أنا أتنازل عن كل ذلك لأجل فلسطين و وحدة فتح". وأردف: "اما آن في ذكرى الشهيد عرفات أن نعيد الاعتبار ونصحح الأخطاء الماضية ونضع الجهد الجماعي باتجاه إنقاذ ما يمكن انقاذه في القدس وغزة والضفة". وتابع "كل من أساء لي أنا متسامح معه و أرجو ان نكون على قلب رجل واحد من أجل الاستمرار و تسليم الأجيال القادمة الحد الأدنى من المنجزات، بدلاً من تسليمهم ركام و وبقايا سلطة وبقايا منظمة و بقايا نظام سياسي".

المصدر :