أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه لا يوجد ما يسمى بالحل الأمني لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالمنطقة. وعبر كي مون في رساله متلفزة وجهها للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي الثلاثاء عن إستيائة عندما يرى شبابا وأطفالا يحملون أسلحة ويسعون إلى القتل. وشدد على أن "العنف لن يؤدي سوى إلى تقويض التطلعات الفلسطينية المشروعة لإقامة الدولة وتوق الإسرائيليين إلى الأمن". وقال " الجدران ونقاط التفتيش والاستجابات القاسية من قوات الأمن وعمليات هدم المنازل لن تديم السلام والأمان اللذين تحتاجونهما ويجب أن تتمعوا بهما". وأضاف في رسالته إلى الشعب الاسرائيلي "دعوني أقول إنني أقدر قلقكم الحقيقي بشأن السلام والأمن، وأتفهم أيضا الغضب الذي يشعر به الكثيرون من الإسرائيليين". وتابع "عندما يخاف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، عندما يصبح أي شخص في الشارع ضحية محتملة، فالأمن يصبح عن حق أولويتكم الملحة". وأوضح في رسالته "أنتم، شعب إسرائيل، مثل الشعب الفلسطيني، تحتاجون إلى رؤية أفق سياسي لكسر هذه الحلقة من العنف والخوف". كما وجه كي مون رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلاً :" إنني أتفهم إحباطكم، وأعلم أن آمالكم في السلام قد تحطمت مرات لا تحصى، وأنتم غاضبون بسبب استمرار الاحتلال وتوسع المستوطنات. وأضاف " الكثيرون منكم يشعرون بخيبة أمل تجاه قادتكم وتجاهنا، المجتمع الدولي بسبب عدم قدرتنا على إنهاء هذا الاحتلال. ودعا القيادة الفلسطينية الاستفادة من طاقة شعبها بصورة سلمية، لجعل أحلامهم وتطلعاتهم حقيقة، ولديكم الحق في أن تعيشوا حياة لائقة بكرامة واحترام وحرية. وقال " أحث شباب فلسطين، باعتباركم مستقبل شعبكم ومجتمعكم، على تحويل إحباطكم إلى صوت قوي ولكنه سلمي من أجل التغيير". وأضاف "اطلبوا من قادتكم أن يتصرفوا بمسؤولية لحماية مستقبلكم، اطلبوا تحقيق التقدم من أجل حل سياسي، من قادتكم ومن القادة الإسرائيليين، ومن المجتمع الدولي، لا أطالبكم بأن تكونوا سلبيين، ولكن يجب أن تلقوا أسلحة اليأس". وأكد كي مون أن الأمم المتحدة ستواصل دعم كل الجهود لتوفير الظروف للعودة إلى المفاوضات ذات المغزى، فلم نتوان أبدا عن هذا. ودعا الامين العام إلى "عدم السماح للمتطرفين في أي من الجانبين باستخدام الدين لإشعال الصراع". وطالب القادة الفلسطينيين والإسرائيليين أن يقفوا بحزم ضد الإرهاب والعنف والتحريض، وأن يظهروا  بالأقوال والأفعال، موضحاً أن الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس سيتم الحفاظ عليه. وشدد كي مون  على ضرورة إنهاء الاحتلال والسعي لتحقيق حل الدولتين من خلال إحداث تغييرات على الأرض. وقال "إن اللاعنف يتطلب شجاعة وقوة أكثر من العنف، في هذا الوقت الصعب دعونا نقول "كفى"، دعونا نتوقف عن ادعاء المواقف والسياسات التي تصل بنا إلى حافة الهاوية". وأضاف "فلنوقف رهن مستقبل الشعبين والمنطقة، لنكن جادين بحق، بشأن التوصل إلى الحل الوحيد القادر على الوقف الدائم لسفك الدماء والكراهية والخوف من نشوب صراع أكبر".

المصدر :