يجمع أبو محمود شاهين أبناؤه في مثل هذه الفترة من كل عام في موسم احتفالي لحصاد البلح الذي استمر عاماً كاملاً في رعايته. ويتوزع أبناء أبو محمود ومعهم عدد من العمال بين أشجار النخيل الشاهقة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لحصاد ثمرة البلح في محاولة لكسب قوت يومهم الذي ينتظرونه منذ أشهر طويلة. ويبدأ الموسم الذي يتميز بطقوس معينة من أواخر شهر سبتمبر وحتى منتصف أكتوبر، حيث يعتبر مصدر الرزق للمزارعين اللذين ورثوه عن أجدادهم. ويشتكي أبو محمود الذي يمتلك أكثر من 360 شجرة نخيل في مزرعته من انتشار " السوسة" فيها، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة علاجها وقلة المنتوج، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة التي تقود إلى انعدام الحركة الشرائية على ثمرة البلح. وتمنى أن تنجح المحاولات في هذا العام لتصدير هذا المنتج إلى الضفة الغربية، من أجل أن يشعر المزارع أن هناك بعض الفائدة من عنائه طوال العام. ويشتهر قطاع غزة بالعديد من أنواع البلح، منها الحياني بأنواعه، الزيتوني والمتوسط وأم العيش والإخلاص والعامري وأم فاروق وغيرها، ولكن ما ينجح منها هو الحياني بسبب مناخ غزة، والأنواع الأخرى تحتاج إلى المناخ الصحراوي، وفق المزارع مرزوق بركة. ويشير بركة في حديث لـ الوطنيـة إلى أن العملية تبدأ من تقنيب الشجرة من أول مارس حتى موسم التلقيح الذي ينتهي أواخر إبريل، ومن ثم يتم ربط قطوف البلح حتى لا تنكسر حتى منتصف سبتمبر، ومن ثم يتم "تضمينها" أي تجهيزها للتخزين في الثلاجات لتصديرها للخارج وخاصة الى الضفة الغربية. ويضيف " أما الجزء الأخر من المحصول المتبقي من ثمار البلح والرطب فيتم تعبئتها لبيعيها للسوق المحلي وبعضها للصناعة التمور والعجوة للمصانع غزة". وجرف الاحتلال الإسرائيلي 500 دونم من أشجار النخيل خلال الحرب على غزة. ويتبع المزارعون وسائل لحماية النخيل، فيستخدمون ماده "النامكور" السامة والتي يتم رشها على النخيل بعد قطف قطفها حتى موسم التلقيح لمكافحتها من الحشرات الضارة. من جانبه، أكد مدير التسويق المعابر تحسين السقا أن المحصول السنوي لثمار البلح يقدر بـ 3.5 مليون دولار، مشيراً الى أنه تم السماح لهم بتصدير 72 طن من مخزون الرطب العام الماضي كأول مرة منذ بداية الحصار على غزة. وأوضح السقا أن غزة تكتفي ذاتيا بمحصول البلح الأحمر سنويا مع إمكانية التصدير.    

المصدر :