دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرئيس محمود عباس للاستجابة "للمزاج الشعبي" بإلغاء كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي فيما يخص اتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني واعلان انتفاضة شاملة، مشددة أن الكل الوطني مطالب بالعمل على خطوات عملية بعيداً عن التلويح. وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة جميل مزهر في تصريح صحفي السبت، أن الحكم على خطاب الرئيس محمود عباس بالتجسيد الحقيقي والعملي على أرض الواقع لقرارات المجلس المركزي وعلى رأسها إلغاء اتفاقيات أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، ووقف التعامل مع اتفاقية باريس الاقتصادية، والانسحاب من الاعتراف المتبادل مع دولة الإرهاب، على حد قوله. وأعرب مزهر عن خشيته أن يقف الأمر عند حد التلويح والتهديد، بعيداً عن التنفيذ والقيام بأي خطوات عملية وجدية و"الذي قد يؤدي مرة أخرى إلى عملية تسويف ومماطلة في تنفيذ القرارات". وشدد على أن تطبيق الرئيس عباس ما يتطلب منه خاصة بقطع العلاقات مع الاحتلال، والدعوة العاجلة لاجتماع الإطار القيادي المؤقت للمنظمة بهدف وضع استراتيجية مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد الفلسطينيين. وقال : " بتنا أمام ضرورة ملحة لرسم استراتيجية مواجهة مع هذا العدو المجرم، بعيداً عن الاستمرار في الدوران في ذات الحلقة، والمراهنات على تدخلات إقليمية أو دولية من أجل العودة مرة أخرى للمفاوضات، أو القبول بالمبادرة الفرنسية التي لا تستجيب للحد الأدنى من حقوقنا الوطنية، وتشكّل خطراً وتهديداّ". وأضاف" شعبنا في الضفة بدأ يتحرك ويتململ وليس أدل على ذلك العملية البطولية التي نفُذت مساء الخميس، والتي تعكس مزاج الشعب، نحن في الجبهة الشعبية نحيي كل القوى والفصائل التي ترفع البندقية في وجه هذا الاحتلال المجرم".

التنسيق الأمني

وتطرق مزهر لكي تستطيع الفصائل القيام بدورها في مقاومة الاحتلال، مطلوب من السلطة وقف التنسيق الأمني، وإطلاق يد المقاومة وفصائل العمل الوطني بعيداً عن الملاحقات والاعتقالات اليومية، مذكراً بأنه قبل ساعات قمعت الأجهزة الأمنية للسلطة بعض المظاهرات التي انطلقت في طولكرم وغيرها نصرة لمدينة القدس. وأضاف أن الجبهة موقفها واضحاً بأنه لا يمكن التخلي عن منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والكيان المعبر عن الشعب، وأداته الكفاحية. وأوضح  بأن هناك مزاج شعبي عام لتبني الكفاح المسلح بعيداً عن المقاومة السلمية، مصححاً اللغط حول المقاومة الشعبية، مشيراً أنه يندرج تحتها كل الحراك الوطني ومختلف أشكال المقاومة من الاشتباك المباشر مع الاحتلال على الحواجز، أو المظاهرات، أو المقاطعة، أو الذهاب للمحافل الدولية والمؤسسات، وأيضاً الكفاح المسلح. ولفت أن كل من يدعو للمقاومة الشعبية مطلوب منه أن يقدم ويعد متطلبات هذه المقاومة في إطار قيادة وطنية موحدة، بعيداً عن رفع شعارات وعلى أرض الواقع لا يريد مقاومة شعبية.

المصدر :