أجمع مسؤولون ومختصون الأربعاء أن آلية "خطة سيري" الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير مرفوضة وطنيًا واقتصاديًا، ولن تتمكن من إعمار غزة. واعتبر المختصون خلال ورشة عمل حول نظمها المعمد الفلسطيني للاتصال والتنمية بعنوان "أثر تأخر عملية إعادة الإعمار على القطاعات الخدماتية المختلفة"، أن أهم أسباب تأخر عملية إعادة الإعمار هو موافقة السلطة الفلسطينية على "خطة سيري" من التنسيق مع القوى الوطنية والإسلامية. وشددوا هؤلاء على ضرورة عدم التعامل معها على أرض الواقع، مؤكدين أن أي قبول لها يعني قبولا للاحتلال الاسرائيلي بعد أعوام المعاناة والتضحيات. وقال رئيس بلدية بيت حانون رئيس اللجنة الشعبية لإعادة الإعمار نازك الكفارنة إن "خطة سيري" لا يمكن أن تؤدي إلى إعادة إعمار، داعيًا إلى معالجتها بما يضمن سرعة عودة المشردين إلى منازلهم. واستنكر الكفارنة استمرار تجاهل الحكومة الحالية لمعاناة المواطنون المشردون من منازلهم والذين قدموا الكثير في ظل الأوضاع السيئة والبرد القارص. وأكد الكفارنة أن معوقات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في إغلاق المعابر والضغط الذي تمارسه على الدول المانحة لمنعها من تحويل المبالغ التي تعهدت في تبرعات خلال مؤتمر القاهرة". ودعا رئيس البلدية إلى وقف التراشق الإعلامي بين حركتي "فتح" و"حماس"، معتبرها أمرا معيبا على كل من يمارسها. من جانبه، اعتبر أمين سر اتحاد الصناعات الإنشائية محمد العصار أن انعدام التخطيط الفلسطيني جعل السلطة فلسطينية تتقبل "خطة سيري"، على رغم أنها مرفوضة وطنيًا وفصائليًا ولن تؤدي إلى إعمار. وطالب الحكومة بمتابعة مسألة إعادة بناء المطار والميناء، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك توافق على مواجهة التعنت الإسرائيلي والدولي، رافضًا المال المسيّس وإعادة بناء سفارات فلسطين لتكون معبرة عن الفلسطينيين. واكد العصار أن "خطة سيري" تمثل عثرة أمام إعادة إعمار غزة، فهي مذلة ومهينة لكرامة وإنسانية المواطن الفلسطيني بتعقيدها وظلمها في التوزيع وفي إدخال مواد البناء. وأوضح العصار أن اتحاد الصناعات الإنشائية والقطاع الخاص قدم مقترحات وخططا كانت بديلة عن "خطة سيري" المذلة، كفيلة بحل الأزمة من دون اعتراض عليها من الجانب الإسرائيلي لكن السلطة رفضتها ولم تناقشها. ورأى منسق عام اللجنة الشعبية لإعادة إعمار غزة وضاح بسيسو أن الأمور صعبة وبحاجة إلى تحرك سريع وجاد لضمان تنفيذ إعادة الإعمار، داعيًا إلى وضع خطة وطنية اقتصادية في هذا الشأن. وأكد بسيسو أن معاناة المواطنين في "الكرافانات" والخيام لا يمكن أن تستمر لمدة أطول من ذلك بسبب طريقة دخول الإسمنت بالكميات الحالية التي لن تؤدي إلى فائدة، معتبرًا أن عملية اعادة الاعمار تستلزم فتح كل المعابر بشكل كامل وطبيعي.    

المصدر :