تعتبر انتفاضة الأقصى أطول انتفاضة شعبية متصلة عرفها التاريخ المعاصر، حيث كانت شعلتها الأولى اقدام مجموعة من المستوطنين بقيادة زعيم حزب الليكود" أرئيل شارون" باقتحام حرمة المسجد الأقصى. واليوم بعد 15 عاماً على اندلاعها يتكرر المشهد وتتجدد الاقتحامات الاستفزازية الممنهجة ليس بقيادة زعيم أو رئيس أو وزير بل بدعوات من المستوطنين المتطرفين وسط حماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي. كما يفرض الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المسلمين إلى الأقصى، حيث منعت الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ 50 عامًا من دخوله. كانت الشعلة الرئيسية لنشوب الانتفاضة الثانية عام 2000، عندما اقتحم زعيم الليكود اليهودي أرئيل شارون ساحات الحرم القدسي، ولحظتها أثير استفزاز المصلين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال فسقط 7 شهداء وجُرح 250 وأُصيب 13 جندي إسرائيلي. وقد صرح شارون آنذاك أن إسرائيل تسيطر على المنطقة ولن تعطي الفلسطينيين المسجد الأقصى بحجة أنه مُقام على مكان "مقدس يهودي"، فيما قوبلت هذه التصريحات والزيارة بحالة من الهيجان، واندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة عرفـت" بانتفاضة الأقصى". وساد شعور الاحباط  لدى الفلسطينيين نهاية عام 1999، بسبب مماطلة إسرائيل وجمود المفاوضات بينهم وبين إسرائيل بعد انتهاء الفترة المقررة لتطبيق الحل النهائي بحسب اتفاقيات أوسلو. وحاولت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة فرض حل  فرض حل على الفلسطينيين بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية (242,338,194)، ذلك بالإضافة إلى عدم تطبيق "إسرائيل" للعديد من الجوانب التي تم الاتفاق عليها في أوسلو أو الاتفاقيات والمفاوضات اللاحقة. حيث أن إسرائيل استمرت بمسلسل الاغتيالات  والاعتقالات والاجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية ورفضها الافراج عن أسرى ما قبل أوسلو، بالإضافة إلى استمرارها  بناء المستوطنات واستبعاد عودة اللاجئين واستبعاد الانسحاب لحدود حزيران 1967. كما أن من نتائج هذه الانتفاضة اعتراف العالم كله بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر وإقامة دولته المستقلة.  

الشارع العربي

  أما الشارع العربي فقد تفاعل مع الانتفاضة لدرجة هزيلة، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعد ما يقرب من شهر على اندلاع الانتفاضة القمة العربية الطارئة في القاهرة وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي. وتحرك الشارع الاسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي الذي انعقد في نوفمبر- تشرين الثاني بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقما إسرائيل وناقداً الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل.

أبرز المحطات

-29 سبتمبر استشهاد سبعة فلسطينيين وجرح 220 آخرين في مواجهات في باحة المسجد الأقصى وحوله. -30 سبتمبر استشهاد الطفل محمد الدرة"12" عاماً سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال وهو في حضن والده، حيث بثت اللقطة أغلب شاشات العالم لتكون رمزاً لاندلاع الانتفاضة. وفي بداية أكتوبر قتلت القوات الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين و13 شخصاً من عرب إسرائيل في التظاهرات متفرقة. وشنت طائرات الاحتلال غارات على رام لله وغزة في 12 أكتوبر، حيث أنها استهدفت سيارة قيادي في حركة فتح بصاروخ، ليصبح أول ضحية لسياسة تصفية نشاطين مطلوبين لإسرائيل.

المصدر :