تستمر مساعي الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود المتطرفين لتقسيم المسجد الأقصى المبارك وزمانيًا ومكانيًا، في ظل تصعيد في عمليات الاقتحام، ومنع المصلين من مختلف الأعمار من الصلاة داخل أروقة الأقصى.

وتجددت منذ مطلع الأسبوع الماضي المواجهات العنيفة التي تدور بين المستوطنين اليهود بحماية الشرطة الإسرائيلية، والمرابطين الفلسطينيين داخل المسجد المبارك.

أما مفهوم التقسيم الزماني والمكاني للأقصى قد يخفى على العديد من المواطنين في المجتمع الفلسطيني، وقد يخفى عليه أيضًا ما قد يترتب من أضرار ومخاسر جراء هذا التقسيم.

تجولت الوطنيـة في شوارع مدينة غزة، للتساؤل عن مفهوم تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وسألت العديد من المواطنين وبشكل عشوائي، فكانت غالبية الإجابات تحوم حول انتهاكات المسجد الأقصى وأحقية المسلمين به، دون المساس بالمعنى الحقيقي لهذا التقسيم.

ويأتي هذا بجانب العديد من الآراء المستطلعة والتي عبرت صراحة عن عدم معرفتها لشيء عن هذا المفهوم، بالإضافة لبعض الآراء التي طلبت توضيحًا عنه.

وتم إجراء عشر مقابلات بشكل عشوائي، _والتي لا تعتبر عينة إحصائية صحيحة_، فكان منها إجابة واحدة تعرف ما هو المفهوم الدقيق لهذا التقسيم، الذي يحاول الاحتلال فرضه منذ سنوات.

دق جدران الخزان

وعزا الكاتب والباحث مصطفى إبراهيم سبب قلة وعي المواطنين عن قضية الأقصى لانشغالهم خلف لقمة العيش وخلف الخدمات المتردية، موضحًا أن القضية الفلسطينية "وصلت إلى الاكتفاء بطلب استمرارية الكهرباء، والمياه، والخبز، والعيش الكريم".

وقال إبراهيم لـ الوطنيـة إن الناس "فقدت الأمل بسبب الأزمات التي تعصف بهم من بطالة، وفقر، وغيرها"، مشيرًا إلى أن جيلًا كاملًا ولد خلال الانتفاضة والانقسام، وغابت عنه الثقافة الوطنية العامة.

وأكد أن المواطنين لا يتحملون سبب قلة الوعي عن قضية الأقصى بشكل أساسي، موجهًا اللوم إلى السلطة، والفصائل، ولدور والإعلام في التوعية.

وأوضح أن حل هذه القضية يكون بتعديل مناهج المدارس والجامعات، مؤكدًا أن هذا الأمر "يحتاج لحالة نهوض وبناء النظام السياسي، وكل مكونات المجتمع السياسية الاقتصادية والثقافية.

وشدد على أن الفيديو التي طرحته الوطنيـة يعتبر قضية خطيرة جدًا، ويدق جدران الخزان، مضيفًا أنه يجب لفت انتهاه المسؤولين لهذه القضية بتعزيز وعي المواطن.

ومشروع التقسيم الزماني يعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين للمسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويقتضي منه اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين.

ومن خلال هذا التقسيم يرى الجانب الإسرائيلي أنه يستوجب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحًا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفي فترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذا الوقت لليهود بحجة أنه لا صلاة للمسلمين في هذا الوقت.

 أما التقسيم المكاني، يعني تخصيص أماكن بعينها في الأقصى لكلًا من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلي ليحولوها لكنائس يهودية ويبني فيها "الهيكل" المزعوم، حيث قام الاحتلال خلال الفترات السابقة بصياغة طرق ومسارات خاصة له تمهيدًا للتقسيم المكاني.

المصدر :