قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان  إن الانتهاكات الإسرائيلية والتحريض بحق المسجد الأقصى تصاعدت بشكل كبير خلال العام الجاري 2015. وحذر في تقريرٍ شامل أصدره الثلاثاء والذي حمل عنوان: "نار تحت الرماد" من مواصلة إسرائيل استفزازاتها لمشاعر المسلمين، والتي ستؤجج حالة التوتر على الأرض مما قد يشعل صراعاً دينياً تتبعه نتائج كارثية. وقال المرصد الحقوقي الأوروبي إن السلطات الإسرائيلية اتخذت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس/آب الماضي قرارات بإبعاد 227 مقدسياً عن المسجد الأقصى، واعتقلت 255 آخرين من ساحات المسجد وعلى مداخله. وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسعت منذ بداية العام الجاري من قرارات الإبعاد التي تتخذها بحق كبار السن والنساء المصليات والأطفال وحراس المسجد الأقصى الذين يتبعون وزارة الأوقاف الأردنية. وأوضح المرصد أن أعداد قرارات الإبعاد بحق المقدسيين ترتفع بشكل واضح قبيل الأعياد اليهودية وزيارات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية أصدرت قرارات إبعاد بحق 15 مقدسيا في ليلة واحدة قبيل "عيد الفصح اليهودي" بأيام، وعشية ما يعرف بـ"خراب الهيكل" في شهر يوليو/تموز الماضي. ولفت إلى أن قرارات الإبعاد التي اتخذت منذ بداية هذا العام حتى نهاية الشهر الثامن منه بلغت 227 قرارا، منها 119 بحق رجال بنسبة 52.6%، و83 قرارا بحق نساء بنسبة 36.4%، و25 قرارا بحق أطفال (دون 18 عاما) بنسبة بلغت 11%. كما وثق المرصد اعتقال الشرطة الإسرائيلية 255 مقدسياً من ساحات المسجد الأقصى وعلى مداخله منذ بداية العام 2015 وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي، بينهم 116 رجلاً، و95 امرأة، و44 طفلاً (دون سن 18 عاماً). وأفاد أن شهر مارس/آذار الماضي شهد النسبة الأكبر من الاعتقالات الإسرائيلية بحق المقدسيين، حيث بلغ عدد المعتقلين 61 معتقلاً، بينهم 35 امرأة، و14 طفلا. وذكر المرصد الحقوقي أن عمليات الاعتقال ترافقت مع العنف في التعامل مع الشخص الذي يتم اعتقاله بصورة غير مبررة، مشيراً إلى أنه في 31 مايو/أيار الماضي اعتدت الشرطة الإسرائيلية على مسن (فلسطيني يحمل الهوية الإسرائيلية) بالضرب المبرح وغير المبرر خلال عملية اعتقاله. وفي السياق، رصد التقرير ازدياداً ملحوظاً في أعداد اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى، في مقابل منع المسلمين من ذلك في الوقت نفسه. وأوضح أن عدد اليهود الذين زاروا باحات المسجد الأقصى في عام 2014 بلغ ما يقرب من 11 ألف يهودي، بزيادة بنسبة 28% عن أولئك الذين جاؤوا لزيارته عام 2013، و تقريباً ضعف عدد الزوار اليهود عام 2009. وقال إن عدد المستوطنين الذين دخلوا ساحات المسجد الأقصى على مدار الثمانية أشهر الأولى من عام 2015 بلغ قرابة 7200 مستوطن، رافقهم 820 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً. وشهد شهر نيسان/أبريل الماضي -والذي تخلله "عيد الفصح اليهودي"- النسبة الأكبر من هذه الأعداد، حيث دخل ساحات المسجد الأقصى خلاله 1412 مستوطناً، رافقهم 93 ضابطاً وجنديا. ووثق المرصد عدة انتهاكات وتصرفات استفزازية يرتكبها المستوطنون اليهود خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى، منها تعمد أداء الصلوات التلمودية في أماكن قريبة من المصلين المسلمين، والاعتداء بالضرب أو رمي بعض القاذورات على المصلين أو في أماكن صلاتهم، وشتم المصلين أو لعنهم أو تهديدهم بالقتل والذبح، والرقص والغناء، وتعمد التعري أمام المصلين. ودعا المرصد في تقريره إسرائيل إلى وقف الإجراءات الاستفزازية التي تقوم بها على المستوى الحكومي، أو تلك التي تقوم بها الجماعات الدينية المتطرفة، وضمان اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع مزيد من التجاوزات التي تنتهك حرمة وسلامة المصلين وتؤجج التوتر على الأرض. وطالب بضرورة أن تقوم اليونسكو والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف والتي تدعو سلطات الاحتلال إلى احترام سلامة الممتلكات المحتلة. وجدد الأورومتوسطي دعوته لمجلس الأمن إلى الضغط لأجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتباره احتلال غير قانوني واستعمالاً غير مشروع للقوة.

المصدر :