داخل غرفة صغيرة يملؤها الشغف برسومات جمالية تفوق كل التوقعات، استطاعت الفتاة أمل الكحلوت البالغة من العمر (15 عامًا) أن تستخدم البيض والحجر والورق الأسود إلى جانب الورق الأبيض في رسوماتها الإبداعية. وتجلس الكحلوت ساعات طويلة في غرفتها التي تكسوها اللوحات الإبداعية تفكر في إبداعات جديدة لتتميز بها بين صديقاتها وفي مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ حب أمل للرسم وبداية طريقها الفني من خلال رسومات الأطفال والكاريكاتير والرسومات البسيطة، ويوم بعد يوم استمرت وطورت موهبتها حتى أصبحت متمكنة من رسم شخصيات ومناظر طبيعية وأشكال فنية بحرفة عالية. وتقول : " بدأت بالرسم منذ صغري، حيث كانت موهبتي تتطور في كل مرحلة دراسية، فتلقيت التشجيع والدعم من والدي، فقد قدما لي كل ما احتاجه لأطور من نفسي، وكان لمدرستي ومعلماتي دور في إبراز ابداعي بالرسم، وكان لي دور في مشاركة رسم جداريات على حائط المدرسة". وتتمنى أن يكون لها معرضاً معروفاً على نطاق عالمي، وأن يذكر اسمها على كل لسان بفنها الجميل، وتضيف " لأن الرسم موهبتي سأواصل طريقي فيه ولن أجعلها محصورة". وتضيف "في قطاع غزة هناك كثير من المواهب لم تقتصر على الرسم فقط، واتمنى ان يتبنى العالم هذه المواهب ويساعدها على تطوير نفسها ودعمها بكل ما يحتاجونه، لأنه من حقهم أن يجدوا من يهتم بهم داخل وخارج القطاع".

تطوير الهواية

وكان أول من وقف بجانب أمل، والدها الذي ساعدها على تخطى كافة العقبات، وتقول إنها طورت هوايتها مُنذ صغرها حتى تتمكن من الاحتراف وتستطيع المنافسة وهي بمرحلة الشباب. وتروى الحكلوت بعض اللحظات الإيجابية التي عاشتها في مدرستها وبين معلماتها في الفصل، مؤكدة أن لمعلماتها دور كبير في إبراز إبداعي على مجال المدرسة، فكانوا يعلقون رسوماتها على جدران الفصل والمدرسة. وترى بأن الدعم المتواصل من قبل المدرسة والمدرسين وزملائها شجعها على توسيع دائرة هوايتها وعلاقاتها في مجال رسمها على البيض والأحجار والورق الأسود. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دور في تشجيع وتحفيز أمل على ابداعها بالرسم أيضاً، فرسوماتها لاقت اعجاباً وانتشاراً كبيراً على الفيس بوك من صديقاتها ومتابعينها. وأتقنت الكحلوت الرسم بشتى أنواعه، حيث شاركت بالعديد من المسابقات المحلية والمعارض الفنية، ولقيت رسوماتها قبولاً كبير اً. وعن المصاعب التي تواجهها الفتاة في قطاع غزة هي قلة الامكانيات وصعوبة توزيع الرسومات والأشكال التي ترسمها على البيض، متعهدة بمواصلة طريقها حتى تحقيق كافة طموحها التي تسعى إليها منذ طفولتها.

الاحتراف

أما والد الفنانة أمل، المهندس حاتم الكحلوت، فيقول لـ"الوطنيـة" إنه لاحظ الموهبة على ابنته منذ صغرها وساعدها ودعمها حتى الاحتراف. وكان دعم والد أمل متنوع، فتارة يدعمها معنويًا وتارة أخرى ماديه، كما ساعدها في الملاحظات والانتقادات التي يشاهدها على الرسومات والأشكال الموجودة على البيض. ويتمنى أن تصبح ابنته مبدعة في الفن التشكلين على البيض، وأن يصل فنها لجميع المهتمين في الوطن العربي والعالمي وتتمكن من تحقيق حلمها.    

المصدر :