بعد أن سكب كمية السميد والطحين في الوعاء، بدأ الشاب علاء مصبح (28 عامًا) بتحريك يديه بسرعة ورفق من أجل صنع وجبه "مفتول" طُلبت من أحد زبائنه. وينظر الشاب مصبح بكل تركيز إلى أواني الطهي ليختار منها ما يناسبه في إعداد الوجبة، دون أي زيادة أو نقصان في الكمية المطلوبة. ويُعرف مصبح بين جيرانه في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس بـ"شيف عبسان" لشهرته في إعداد وجبات الطعام المتنوعة سواء الغربية أو الشرقية منها. ويأمل بأن يصبح شيفا عالميا، وأن يكون له برامج على قنوات التلفزيون العربية والغربية من أجل مساعدة الناس في صناعة وجبات الطعام اللذيذة والشهية. وأنهى مصبح دراسته الجامعية في تخصص "تصميم أزياء" وحصد الأول على دفعته في جامعة فلسطين التقنية وسط قطاع غزة. ويجتمع بشكل شبه يومي مع نساء جيرانه ليقدم لهم دروسًا واستشارات في صناعة المعجنات والحلويات الغربية.

صناعة الحلويات

ويولع مصبح أيضاً في صناعة المأكولات والمعجنات الغربية والشرقية وهو في الصف السادس الابتدائي، وازدادت رغبته في ذلك بعد وصوله للثانوية العامة. ورغم معارضة والدته لمحاولاته المتكررة في صناعة الوجبات، يقول مصبح لـ"الوطنيـة" كانت حجة أمي لتمنعني من الاستمرار في هوايتي بأنه مهنة لا تليق بي وتقتصر فقط للنساء. إلا أن شيف عبسان كان يستغل دائمًا خروج والدته من المنزل لكي يقلد كل ما شاهده من خلال القنوات العربية والغربية المتخصص الوجبات والمعجنات. ودائمًا ما عمل الشاب علاء جاهدًا على صناعة الحلويات والمأكولات والأطعمة للأفراح وأعياد الميلاد لسكان بلدة عبسان الكبيرة. ويستدعي مصبح والدته وشقيقاته من أجل مساعدته في صناعته المأكولات المعجنات بسبب كمية الأطعمة المطلوبة في حفل زفاف أو أحد أعياد الميلاد.

الصعوبات

وعن الصعوبات التي تواجه ويتخوف منها في حال تم استعداده لأحدى المناسبات في البلدة، يقول إنه يتخوف كثيرًا من انقطاع الغاز الطبيعي وعدم حصوله على اسطوانة جديدة، إضافة إلى أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة والمتجددة. ويستذكر علاء وهو في الصف السادس الابتدائي لحظات تحضيره لـ"العجين" من أجل صناعة وجبه كاملة من الخبر عبر ما يسمى في فرن الطينة. ولم تقتصر وجبات الشاب على بلدة عبسان الصغير بل تأتيه طلبات من أجل صناعة الوجبات والمعجبات والحلويات من كافة المناطق في مدينة خانيونس. وإلى جانب مهنة في صناعة الأطعمة إلا أن الشاب علاء، استغل تخرجه من الجامعة في مجال صناعة الأزياء، وشرع بتصميم بعض الأزياء للأطفال. كما أنه يعتبر دليلًا لسكان بلدة عبسان المقبلين على الزواج، فيقول لـ"الوطنيـة" إن عرسان عبسان يأتون إليه من أجل اختيار لهم أفضل الأقمشة في البدلات والألوان المناسبة وأخر صيحات الموضة.

تفوق على والدته

الوالدة أم إياد مصبح البالغة من العمر ( 63 عامًا ) تقول إنها كانت من أكثر الأشخاص الرافضين والمعارضين لفكرة علاء بأن يكون شيف وأن يأخذ عمل النساء في غزة، ولكن بعدما شاهدت ما يستطيع ابنها أن يقدمه اقتنعت بموهبته. وتعترف الوالدة بأن ابنها أصبح يصنع أشياء أفضل منها سواء في المأكولات العربية أو الغربية، كما أنه يتفوق عليها في صناعة الحلويات.

المصدر :