على جانب أحد المطاعم بمدينة غزة، يصدح صوت طفولي لا يخلو من الجمال والطرب بأغانٍ من الزمن الجميل لوردة الجزائرية، في مشهد فريد قل نظيره من الجرأة والثقة والاتزان. تختصر منة الله العزايزة (13 عامًا) من دير البلح بصوتها وبصورتها، ما قاله فلاسفة السياسية، فتغني من المدينة المسكونة بالألم والحصار مطلع أغنية "أطير وأرفرف بالفضا، وأهرب من الدنيا الفضا"، محاولة تحقيق أحلامها المتعذرة من خلال موهبة الغناء. منة التي كانت تغني بتشجيع من الممثل الكوميدي مؤمن شويخ، تحدثت عن حلمها وأملها بالدموع، وتقول إنها تأمل أن تصبح مغنية شهيرة تدافع عن فلسطين وتعرف العالم بها من خلال صوتها. وبدا شويخ مستغرباً من جرأة الفتاة التي طرقت بابه أثناء أحد الأعمال الفنية التي ينفذها، وأصرت على إسماعه صوتها من أجل إيصالها للعالم. وأكد شويخ الذي بدا متأثراً كثيراً بصوت منة وحديثها الشيق إلى جانب بكائها خلال لقائه بها في ذات المطعم أن صوتها الجميل مجرد من التدريب والممارسة. ويضيف في حديث لـ الوطنيـة " تألمت كثيراً لشعورها بالإحباط الشديد وهي في هذا العمر الصغير جراء عدم وصولها للعالمية، وأحسست أنها تفهم ما يجري في مجتمعها من إغلاق للمعابر وصعوبة السفر للخارج وعدم انتباه العالم لغزة ومواهبها". وتابع " الفتاة أبكتنا لأنها تعيش في غزة، لو كانت تعيش بأي مكان في العالم لنجحت ووصلت لتحقيق حلمها". وتمنى شويخ أن تلقى هذه الموهبة اهتماماً أكبر سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، مشدداً على أنها موهبة رائعة تحتاج لاحتضان. وبين أنها تحتاج إلى تأهيل في غزة قبل خروجها للعالمية، مبدياً استعداده لإيصالها لأي معهد من معاهد الموسيقى في غزة. [video width="1280" height="720" mp4="http://www.watania.net/wp-content/uploads/2015/09/11866880_517987195034815_53974140_n.mp4"][/video]

المصدر :