خلف أبواب كبيرة في مدينة غزة تعلو أصوات لفتيات بعمر الزهور يمارسن كرة السلة التي تتطلب جهداً كبيراً وتركيزاً قوياً لتسديد الهدف. ولم تكف الفتاة داليا نصر البالغة من العمر 16 من محاولة تكرار تصويب الكرة داخل السلة دون يأس، فحبها لهذه اللعبة كان أكبر من شعورها بالتعب اتجاهها. وتقول نصر لـ الوطنيـة: " رؤيتي لزميلات بالمدرسة اللواتي انتسبن لهذه اللعبة الشيقة شجعني لأكن واحدة منهن، فوالدتي كانت تدفعني دائما لأواصل التمرينات المكثفة وتحقيق رغبتي لتمرسها ". وتطمح نصر بأن تخوض مع فريقها مباريات عالمية خارج البلاد لترفع اسم فلسطين في مجال الرياضة، وأن يحظى فريقهم بدعم يساعدهم على التميز دائماً. ولم يختلف طموح داليا عن زميلتها ريناس سعد البالغة من العمر 14 عاما التي تعلو نظراتها نحو الإبداع باللعب رغم الجهود الحثيثة المبذولة أثناء التمرينات. وتعرضت ريناس لعدة اصابات أثناء اللعبة التي تحتاج إلى المهارة والتركيز بمستوى ذكي والى جانب تحريك الساقين واليدين باتجاهات متفرقة في باحة الصالة لتعلو بجسدها الضعيف نحو تسديد الكرة داخل السلة المرتفعة. وتشهد رياضة كرة السلة اقبال كبيرا من قبل الشباب في قطاع غزة على عكس الفتيات نظراً لقسوة التمرينات والتي تحتاج لأجساد قوية ومرنه. وتتحدث نرمين كحيل البالغة من العمر 15 عاما عن أخر اصابة تعرضت لها قبل أسبوع، عندما كانت تتمرن مع زميلاتها في النادي وتفاجأت بالكرة قادمة نحو وجهها ما تسبب لها بنزيف من فمها، وتضيف " أحلم أن أكون أفضل لاعبة لكرة السلة على مستوى العالم". بدوره، يقول محمد الوحيدي مدرب كرة السلة في نادي غزة الرياضي إن الإقبال على ممارسة كرة السلة من الإناث في تزايد، وهناك وتشجيع كبير من قبل ذويهم. وأضاف الوحيدي: " تتكون لعبة كرة السلة من فريقين كل فريق 12 لاعباً، ولكننا داخل النادي تجاوزنا هذا الأمر ليكن كل فريق 20 لاعباً". وذكر الوحيدي أنه يتم تدريب الفتيات داخل الصالة على تحريك الكرة والسيطرة عليها والى جانب تمارين الفتو ورك وحماية الكرة من الخصم. ويحاول الوحيدي انشاء فريق من الفتيات ينافس في كافة المستويات ويواجه كافة العراقيل المتمثلة في الحصار الاسرائيلي والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجه قطاع غزة .  

المصدر :