قال الجندي التركي محمد تشيبلاق الذي قام بحمل الطفل السوري الغريق، إنه قد تخيل له أنه يحمل ابنه، وذلك عندما رأى جثة الطفل ايلان كردي تضربها الامواج على شاطئ مدينة بودروم التركية، قبل أن يقوم بحمله لتنشر صورته وسائل الإعلام حول العالم. ووصل تشيبلاق وفريق فحص موقع الحادثة صباح الأربعاء الماضي، إلى شاطي منطقة أقيارلار في بودروم، بعد تلقيهم بلاغًاً بغرق قارب كان يقل مهاجرين في تلك المنطقة، وطفو بعض الجثث على الشاطئ. وأضاف الجندي الذي كان ينتظره المشهد الذي بات يعتبر أيقونة تلخص حياة السوريين الذين يفرون من موت القذائف والصواريخ إلى الموت غرقاً، أنه عندما رأى الطفل على الشاطئ فقد انتابه احساس ان ابنه من يرقد مكانه. وتابع تشيبلاق "رغم أن عناصر المشهد كانت تؤكد موت الطفل، إلا أن أول ما تبادر إلى ذهني هو "ياربي، إن شاء الله يكون على قيد الحياة"، على الرغم من أنه لم يعثر عن أي مؤشر يدل على  حياة الطفل. ووصف تشيبلاق كيفية حمله لجثة أيلان بالقول " حملته كما يحضن الأب طفله، وليس كموظف يقوم بأداء عمله، كان أيلان خفيفا كطائر، لكن حمله بالنسبة لي كان ثقيلا جدا، كنت كأب يحمل بين ذراعيه جسد طفله الذي فارق الحياة " . واشار تشيبلاق في حزن إلى أنه لم يخطر في باله أن صورته وهو يحمل أيلان بين ذراعيه ستجوب العالم، وستتصدر الصفحات الرئيسية لصحف اليوم التالي في أرجاء المعمورة. وختم تشيبلاق أن حادثة الطفل أيلان من أكثر الحوادث إيلاما التي واجهها خلال فترة عمله في فحص مواقع الجريمة في أنحاء مختلفة من تركيا طيلة 10 سنوات، يليها في الألم عندما ذهب إلى موقع حادث مروري ليجد أحد أصدقائه المقربين بين الضحايا.

المصدر :