أكملت الطفلة تالين عبد الحميد عامها الرابع في ذكرى قصف منزلها في برج الظافر" 4" الذي انهار في مشهد دراماتيكي على يد الطائرات الحربية الإسرائيلية التي حولته إلى أكوام في ثوان معدودة صيف العام الماضي. في أجواء من الفرح والسرور، جمعت عائلة عبد الحميد المكونة من 10 أفراد لفيف من سكان البرج لإحياء يوم ميلاد ابنتها الصغرى على حجارة البرج الصلبة، في محاولة منها رسم البسمة على شفاه جميع الحاضرين والمهنئين. وعاشت هذه العائلة أحلام وردية وذكريات طويلة امتدت على مدار20 عاماً في هذا البرج السكني الذي يضم عشرات العائلات التي تربطها علاقات اجتماعية قوية. دقائق معدودة كانت كفيلة أن تحمل في طياتها العديد من الصور والمآسي التي واجهها سكان برج الظافر 4 بحي تل الهوا غرب مدينة غزة، حين يصبح ساكني البرج في لمح البصر كالأشجار العارية في فصل الخريف، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها سكان قطاع غزة أصلاً.

ذكريات مدفونة

وتقول وسام عبد الحميد والدة الطفلة تالين لـ الوطنيـة إنها جمعت قدر المستطاع من أهالي سكان البرج لكي تحتفل بحضورهم فوق ركام شقة عائلتها المدمرة بعيد ميلاد ابنتها الذي تزامن مع ذكرى استهداف البرج. وتضيف " في منزلي داخل برج الظافر، كنت كل عام أحيي ذكرى ميلاد ابنتي وكل أولادي الذي ولدتهم فيه، وذكرياتي الغالية مدفونة، وكنا نحن وجيران كجسم واحد، ونفرح ونحزن مع بعض". وتتذكر بألم أثاث منزلها الحديث الذي تحول إلى كومة من الخراب، حيث طحنت طائرات الاحتلال بنيرانها صور ومشاهد أولادها الملتقطة داخل وخارج البرج على مر الأعوام السابقة. وتتابع" انصدمت وقت تلقينا اتصالا بإخلاء البرج، لأننا ليس لنا علاقة بالسياسية والعسكرية، ولا زالت أملك مفتاح منزلي وإن شاء الله يتم إعماره في أسرع وقت بنفس الهندسة، وأحيي أعياد ميلاد كل أولادي فيه". وتعرض البرج لقصف بصاروخ من طائرة استطلاع، قبل ان تغير طائرات اف 16 عليه وتقصفه بعدة صواريخ، ما أدى الى تدميره بشكل كامل، حيث هز الانفجار معظم أحياء مدينة غزة. وشكل هذا الحدث صدمة كبيرة لسكان القطاع.

الصدمة

قصى عبد الحميد (19 عاما) لم يستطع وقتها التعبير عن صدمته سوى بالتكبير، بعد أن رأى المبنى الذي عاش فيه حياته كاملة منذ ولادته ينهار أمام عينيه لتنهار ذكرياته وأحلامه وكذلك مستقبله. ويقول عبد الحميد  لـ الوطنية" : " ما هو ذنبنا كي يتم قصف برجنا بهذه الصورة الهمجية، ماذا اقترفنا لنعاقب بهذه الطريقة ونتنقل عاما كاملاً في بيوت الإيجار".  أما ذاكرة الطفلة تالين عادت لعام للوراء حين كانت تلعب مع رفيقاتها، مطالبة بعودة ألعابها. تالين 2تالين

المصدر : الوطنية_ ليث شحادة