أكدت حكومة التوافق الثلاثاء ضرورة التراجع عن الإجراءات التي اتخذتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيما يتعلق بحقوق الموظفين، وزيادة عدد طلاب الصفوف. وشددت خلال اجتماعها الأسبوعي  في مقر مجلس الوزراء في مدينة رام الله برئاسة رامي الحمد الله على أن هذه الإجراءات تضر مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى الاستغناء عن آلاف الموظفين، وعدم توظيف الخريجين لسنوات طويلة. وأكدت الحكومة أن على الأمم المتحدة توفير آلية لإيجاد مصادر ثابتة ودائمة لدعم الميزانية الاعتيادية لوكالة الغوث، ولضمان استقرارها، وعدم تعرضها لاضطرابات تعرقل عملها في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين. وأعربت الحكومة عن تقديرها للجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس محمود عباس والحمد الله مع كافة الأطراف المعنية، خاصة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التي ساهمت في افتتاح العام الدراسي في موعده، وإنقاذ مصير حوالي نصف مليون طالب فلسطيني. وأشادت بالوقفة الجماهيرية الواسعة في كافة المحافظات الفلسطينية، ومخيمات الوطن، والشتات لإفشال مخططات إنهاء عمل وكالة الغوث الدولية، مثمنة جهود المفوض بيير كرهينبول بهذا الخصوص. كما تقدمت بالشكر إلى الدول العربية الشقيقة خاصة المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، والإمارات العربية التي ساهمت بسد ما يقارب 50% من قيمة العجز، وإلى الولايات المتحدة والدول الأجنبية الأخرى التي ساهمت في تغطية جزء من العجز. واستمعت حكومة التوافق  إلى تقرير من وزير التربية والتعليم العالي حول بدء العام الدراسي الجديد 2015 – 2016، مشيراً إلى توجه نحو مليون ومائتي ألف طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية، معربا عن تمنياته لهم بالنجاح، وأن يعيد الله على أبناء الشعب الفلسطيني العام المقبل وقد تحققت أمانيه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس. وأكدت أنها ستبذل كافة الجهود لإفشال مخطط تجهيل الشعب الفلسطيني، وقتل روح الإبداع والتعليم والتفوق، الذي فشلت إسرائيل في تحقيقه على امتداد سنوات الاحتلال عبر سياسة إغلاق وتدمير المدارس، وملاحقة الهيئات التدريسية، واعتقال الطلبة. وشددت الحكومة أنها تعمل ضمن إطار ورؤية عمل جماعية ومشاركة مجتمعية واسعة، لتحقيق نهضة بواقع التعليم العام في فلسطين، وتحسين نوعيته ومخرجاته، وإبعاد العملية التربوية عن التجاذبات السياسية للسير قدماً في ركب العلم والمعرفة. وبخصوص الشواغر المالية المطلوبة لصالح وزارة التربية والتعليم، قرّرت الحكومة قيام وزيري التربية والتعليم والمالية بالمراجعة العاجلة بهذا الخصوص، كما قرر قيام وزارة التربية والتعليم وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية بالتنسيق بخصوص الشروع بدراسة تزويد كافة مدارس فلسطين بوحدات تنمية لتوليد الطاقة الكهربائية. في موضوع آخر ناقشت الحكومة تصويب الرسوم التي تتقاضاها الدوائر الحكومية، واستمعت إلى تقرير مفصل من وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة حول مسيرة إعادة إعمار قطاع غزة، بينما اتخذت عدة قرارات لتصويب الأوضاع في بلدية الخليل.

الرسوم

كما اطلعت على الجهود التي يبذلها الوزراء بتوجيهات ومتابعة حثيثة من رئيس الوزراء الذي يترأس اللجنة الوزارية للإعمار، مشيرة إلى الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها مقارنة مع حجم الدمار، ورغم العقبات والعراقيل التي تعترض العمل، وأهمها: الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم التزام الدول المانحة بتحويل الجزء الأكبر من الأموال التي تعهدت بها في مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في القاهرة، والآليات المتبعة والقيود المفروضة على إدخال مواد الإعمار، وعدم تمكين الحكومة من أداء مهامها. ودعت الحكومة المؤسسات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية الأطفال الفلسطينيين من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الطلبة ومعلميهم ومؤسساتهم التعليمية. وعلى صعيد آخر، أشادت بالروح التي يبديها الشعب الفلسطيني بالتصدي لعدوان قطعان المستوطنين على أملاكهم وأراضيهم، التي سجلت آخرها قرية قصرة جنوب نابلس، بعد تصدي أهاليها لهجوم قطعان المستوطنين على عدد من المزارعين، في محاولة لمنعهم من فلاحة واستصلاح أراضيهم في المنطقة الشرقية من القرية. وشددت على أهمية التضافر والتكاتف ورص الصفوف من أجل التصدي لمثل هذه الهجمات ولإحباط المخططات الإرهابية التي تستهدف الأراضي الفلسطينية، مطالبة كافة دول العالم بعدم الوقوف عند حد الإدانات لجرائم الاحتلال، وإنما باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفها فوراً، ومحاسبة إسرائيل على إرهابها وجرائمها المتواصلة تجاه أبناء شعبنا الأعزل. ووجهت الحكومة تحية اعتزاز إلى الأسير محمد علان، الذي أثبت بإرادته الصلبة عدم مشروعية الاعتقال الإداري، ونجح على نطاقٍ عالمي في فرض قضية الاعتقال الإداري الذي تُمارسها الحكومة الإسرائيلية تجاه أسرانا، الذين أمضى بعضهم سنوات في الأسر دون تهم ولا محاكمات، ووضع مجدداً قضية ومعاناة الأسرى برمتها أمام المحافل الدولية. وناشدت كافة الهيئات الدولية للتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسرى في معتقلات الاحتلال، وإجبار سلطات الاحتلال على تطبيق القانون الدولي والاتفاقيات الدولية على الأسرى الفلسطينيين. وأكدت الحكومة أنه بعد مرور ستة وأربعين عاماً على إحراق المسجد الأقصى المبارك، فإن الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية لم تتوقف، بل يزداد خطرها يومياً من خلال اقتحامات ساحاته، وعمليات الحفريات أسفله وفي محيطه، والسيطرة على أبوابه، والاعتداء المتواصل على المصلين، وسياسة الاعتقال والإبعاد. وأوضحت أن دولة الاحتلال تهدف من كل ذلك السيطرة الكاملة على المسجد المبارك، تمهيدا لهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، والتي تترافق مع الهجمة الاستيطانية التهويدية الإسرائيلية المحمومة ضدّ المدينة المقدسة والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية فيها، وبحق المواطنين المقدسيين، والتحديات التي تواجه التجار ورجال الأعمال المقدسييّن أمام رزمة الضرائب والرسوم المفروضة قسراً عليهم وفق الأنظمة والقوانين الإسرائيلية. وثمّنت الحكومة الجهود التي قام بها وزير المالية ومتابعته الحثيثة للقضية المرفوعة ضد السلطة الفلسطينية أمام المحاكم الأميركية.

 

المصدر :