يقف جهاد عزام أحد العاملين في "مصنع أسكيمو العروسة" على أحد الماكنات باحثا عن عملٍ متبقٍ لينجزه بعدما قضى انقطاع الكهرباء المتكرر على معظم أعمال الشركة. وبعد انتظار لساعات طويلة فشل جهاد في الحصول على ما كان يبحث عنه، ليعود بخفي حنين إلى منزله دون تمكنه من تحسين دخله اليومي. "أسكيمو العروسة" كغيره من مصانع المثلجات يعاني من أزمة انقطاع التيار الكهربائي في غزة ، حيث أن إنتاجه الحالي لا يتجاوز نصف طاقته المفترضة بسبب عزوف العديد من الموزعين وأصحاب المحلات عن الشراء لعدم قدرتهم الحفاظ على حالة المنتجات المجمدة، وفق رئيس مجلس إدارة المصنع غازي مشتهى. وعزا مشتهى سبب رد المحال للمنتجات، لعدم قدرتهم على توفير مولد كهربائي يحفظ المنتجات في حالتها المثالية للمستهلك. زيادة الحرارة من المفترض أن تزيد الإنتاج والبيع لدى الشركة خلال فصل الصيف وما يرافقه من إجازات وعطل مدرسية، حيث أكد مشتهى لـ الوطنيـة على أن انقطاع الكهرباء يحول دون ذلك. بدوره، تحدث مسئول قسم الصيانة في الشركة لـ الوطنيـة عن العقبات التي تواجه عملهم اليومي، حيث يكبد انقطاع الكهرباء المصنع خسائر تتراوح ما بين 2000 إلى 2500 شيقل يوميًا من الوقود لتشغيل المبردات للحفاظ على جودة المنتجات. وقال: " ماكينات المصنع فُككت، وتوقفت عن العمل، وأخرى كساها الصدئ، أما الأعداد القليلة التي تعمل منها تحتاج إلى كهرباء متواصلة للحفاظ على درجة حرارتاها، حتى لا تتعطل من الحرارة المتولدة عن زيادة الاستخدام، والتشغيل المتواصل". ويقضى عمال صيانة المصنع ساعات الليل الطويلة في محاولة تبريد الماكينات حتى يستطيع العمال في النهار التالي إنتاج كمية المثلجات القليلة التي تتجرأ بعض المحال على شرائها. خسائر المصنع لا تنحصر على خسارة المنتجات وفسادها إنما تشمل تعطل "مواتير الثلاجات" لأكثر من 15 مرة متواصلة، وذلك بحسب قسم صيانة المصنع. وفي فناء المصنع تقف سيارة توزيع المنتجات بدون عمل، حيث يؤكد صاحبها الموزع علاء مشتهى على الخسارة الكبيرة التي يتكبدها جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بشكل يومي. وجل ما يطالب به العاملون في مجال المثلجات والآيس كريم هو توفير كهرباء لهم ليستطيعوا القيام بأعمالهم تكبد خسائر مضاعفة في ظل الاقتصاد الفلسطيني الحالي.

المصدر :