قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إن الهدف الحقيقي من لقاءات مبعوث اللجنة الرباعية السابق توني بلير ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن دولة فلسطين. وأكدت في بيان وصل لـ"الوطنيـة" نسخة عنه مساء الأحد، أن لقاءات مشعل وبلير تنسجم مع أهداف إسرائيل بعد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وتهدف إلى ضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني. وقالت إن الوثيقة التي حملها بلير من مشعل للترويج تعني عمليا تأجيل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى تهويدها وتصفية الوجود الفلسطيني فيها. وأضافت الحركة:"لو كانت حماس جادة في إنجاز المشروع الوطني التحرري وتحقيق الوحدة الوطنية ورفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة، لنفذت اتفاق المصالحة القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذهاب إلى انتخابات عامة حرة ونزيهة، والتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بموقف فلسطيني موحد يمثل الكل الوطني الفلسطيني ويدافع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية". وأكدت "أن وجود ميناء في قطاع غزة هو حق طبيعي لشعبنا نص عليه اتفاق (أوسلو) وما تبعه من اتفاقيات، ولن نقبل بدفع ثمن سياسي من شأنه تدمير القضية الفلسطينية والقضاء على أهداف شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مقابل الحصول على خط بحري تسيطر عليه سلطات الاحتلال من أوله لآخره، وليس فيه من السيادة الوطنية شيء". وأشارت إلى أن هذا الاتفاق هو محاولة للالتفاف على الشرعية الفلسطينية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني المتمسك بالثوابت الوطنية والمدافع عنها، وسيحول التمثيل الفلسطيني إلى ميليشيات مسلحة تتحرك للحصول على مصالحها ومكاسبها الخاصة. كما أكدت "فتح" أن المعلومات التي لديها حول الاتصالات بين (حماس) وإسرائيل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، "تهدف إلى إبقاء حكم (حماس) وتحكمها في مصير أهلنا في قطاع غزة ولو كان ذلك على حساب شعبنا ومصالحه العليا، ووضع العراقيل أمام الانجازات السياسية التي تمثلت بانتزاع عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة في (29-11-2012)، والانضمام إلى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي سيمكننا من محاسبة إسرائيل على كل جرائمها بحق شعبنا". ودعت "فتح" جميع الأطراف المشتركة بهذه المؤامرة الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال رعاية هذه المفاوضات، أو التستر عليها أو تشجيعها، إلى التراجع فورا لأن قضية فلسطين وما تمثله في وجدان العالم العربي والإسلامي أكبر من كل هذه المؤامرات. وثمنت "فتح" في بيانها، مواقف جماهير الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وتحديدا في قطاع غزة، وكذلك مواقف القوى الوطنية الرافضة لهذه المؤامرة، داعية إياهم إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياتهم لإسقاطها. وأكدت "فتح" التزامها بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها شرقي القدس، وتسعى للحفاظ على وحدة الوطن واستقلالية قضيته.

المصدر :